قال حسن المسوحي، عن بشر: أتيت باب المعافى، فدققت، فقيل: من؟ قلت: بشر الحافي. فقالت جويرية: لو اشتريت نعلا بدانقين ذهب عنك اسم الحافي.
وقال السلمي: كان بشر من أولاد الرؤساء، فصحب الفضيل، سألت الدارقطني عنه، فقال: زاهد جبل ثقة، ليس يروي إلا حديثا صحيحا.
قال جعفر النهرواني: سمعت بشر بن الحارث يقول: إن عوج بن عنق كان يخوض البحر، ويحتطب الساج، كان أول من دل على الساج، وكان يأخذ من البحر حوتا، فيشويه في عين الشمس.
قال إبراهيم الحربي: لو قسم عقل بشر على أهل بغداد، صاروا عقلاء.
قلت: قد روى لبشر أبو عبد الرحمن النسائي في " مسند علي ".
قيل: جاء رجل إلى بشر، فقبله، وجعل يقول: يا سيدي أبا نصر. فلما ذهب، قال بشر لأصحابه: رجل أحب رجلا على خير توهمه، لعل المحب قد نجا، والمحبوب لا يدرى ما حاله.
مات بشر الحافي - رحمة الله عليه - يوم الجمعة في شهر ربيع الأول سنة سبع وعشرين ومائتين قبل المعتصم الخليفة بستة أيام، وعاش خمسا وسبعين سنة.
وقد أفرد ابن الجوزي مناقبه في كتاب.
وفيها مات سهل بن بكار البصري وأبو الوليد الطيالسي الحافظ وسعيد بن منصور صاحب " السنن "، وإسماعيل بن أبي أويس المدني ومحمد بن الصباح الدولابي والهيثم بن خارجة، والعلاء بن عمرو الحنفي، ومحمد بن عبد الواهب الحارثي، وأبو الأحوص محمد بن حيان البغوي.
قال محمد بن المثنى، عن بشر: ليس أحد يحب الدنيا إلا لم يحب الموت، ومن زهد فيها، أحب لقاء مولاه.
وعنه: ما اتقى الله من أحب الشهرة.
وعنه قال: لا تعمل لتذكر، اكتم الحسنة كما تكتم السيئة.