وقال أبو علي النيسابوري الحافظ: أخبرنا محمد بن خالد البردعي بمكة، حدثنا عطية بن بقية قال: قال أبي: دخلت على هارون الرشيد، فقال لي: يا بقية، إني أحبك. فقلت: ولأهل بلدي يا أمير المؤمنين؟ قال: إنهم جند سوء لهم كذا كذا غدرة. ثم قال: حدثني. فقلت: حدثنا محمد بن زياد، عن أبي أمامة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: أنا سابق العرب وذكر الحديث. فقال: زدني. فقلت: حدثني محمد بن زياد، عن أبي أمامة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: وعدني ربي أن يدخل الجنة من أمتي سبعين ألفا مع كل ألف سبعين ألفا، وثلاث حثيات من حثيات ربي. قال: فامتلأ من ذلك فرحا وقال: يا غلام، الدواة، وكان القيم بأمره الفضل بن الربيع، ومرتبته بعيده، فناداني: يا بقية، ناول أمير المؤمنين الدواة بجنبك. قلت: ناوله أنت يا هامان، فقال: أسمعت ما قال يا أمير المؤمنين؟ قال: اسكت. فما كنت عنده هامان حتى أكون أنا عنده فرعون.
محمد بن مصفى: حدثنا بقية قال: قال لي شعبة: بحر لنا، بحر لنا، أي: حدثنا عن بحير بن سعد. وقال حيوة بن شريح: حدثنا بقية، قال لي شعبة: أهد لي حديث بحير. فبعث بها إليه، يعني صحيفة بحير، فمات شعبة ولم تصل إليه.
عمر بن سنان المنبجي: حدثنا عبد الوهاب بن الضحاك، قال لي بقية: قال لي شعبة: يا أبا يحمد، نحن أبصر بالحديث وأعلم به منكم. قلت: أتقول ذا يا أبا بسطام؟ قال: نعم. قلت: فما تقول في رجل ضرب على أنفه فذهب شمه؟ فتفكر فيها، وجعل ينظر، وقال: أيش تقول يا أبا يحمد؟ فقلت: حدثنا ابن ذي حماية قال: كان مشيختنا يقولون: يجعل في أنفه الخردل، فإن حركه علمنا أنه كاذب، وإن لم يحركه فقد صدق.