للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الواقدي: حدثنا عبد الحميد بن جعفر، عن أبيه، قال: قدم جرير البجلي المدينة في رمضان سنة عشر، ومعه من قومه خمسون ومائة. فقال رسول الله: يطلع عليكم من هذا الفج من خير ذي يمن. فطلع جرير على راحلته، ومعه قومه. فأسلموا.

أبو العباس السراج: حدثنا أبو بكر بن خلف: حدثنا يزيد بن نصر - بصري ثقة- حدثنا حفص بن غياث، عن معبد بن خالد بن أنس بن مالك، عن أبيه، عن جده: كنا عند النبي - صلى الله عليه وسلم- فأقبل جرير بن عبد الله، فضن الناس بمجالسهم، فلم يوسع له أحد ; فرمى إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ببردة كانت معه حباه بها ; وقال: دونكها يا أبا عمرو، فاجلس عليها. فتلقاها بصدره ونحره، وقال: أكرمك الله يا رسول الله كما أكرمتني. فقال النبي، صلى الله عليه وسلم: إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه.

ورواه جعفر بن أحمد بن بسام، عن أبي صفوان المدني، عن حفص بهذا.

وروى نحوه مسلم بن إبراهيم، عن عون بن عمرو، عن الجريري، عن ابن بريدة، عن يحيى بن معمر، عن جرير.

وروى إبراهيم النخعي، عن همام: أنه رأى جريرا بال، ثم توضأ، ومسح على خفيه. فسألته. فقال: رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم- يفعله.

ثم قال إبراهيم: فكان يعجبهم هذا ; لأن جريرا من آخر من أسلم.

ابن أبي خالد، عن قيس، عن جرير: أن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال له: ألا تريحني من ذي الخلصة - بيت خثعم. وكان يسمى: الكعبة اليمانية.

قال: فخربناه، أو حرقناه حتى تركناه كالجمل الأجرب. وبعث إلى النبي - صلى الله عليه وسلم- يبشره، فبرك على خيل أحمس ورجالها خمس مرات.

قال: وقلت: يا رسول الله، إني رجل لا أثبت على الخيل. فوضع يده على وجهي - وفي لفظ يحيى القطان: فوضع يده في صدري- وقال: اللهم، اجعله هاديا مهديا.

وفيه: فانطلقت في خمسين ومائة فارس من أحمس.