للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مجالد، عن عامر، عن جابر، قال: لما كان يوم الأحزاب، قال النبي، صلى الله عليه وسلم: من يحمي أعراض المسلمين؟ قال كعب بن مالك: أنا. وقال ابن رواحة: أنا. وقال حسان: أنا. قال: نعم، اهجهم أنت، وسيعينك عليهم روح القدس.

وعن عروة، قال: سببت ابن فريعة عند عائشة، فقالت: يابن أخي، أقسمت عليك لما كففت عنه ; فإنه كان ينافح عن رسول الله، صلى الله عليه وسلم.

عمر بن حوشب، عن عطاء بن أبي رباح، سمعه يقول: دخل حسان على عائشة، بعدما عمي، فوضعت له وسادة، فدخل أخوها عبد الرحمن، فقال: أجلستيه على وسادة، وقد قال ما قال - يريد مقالته نوبة الإفك - فقالت: إنه - تعني أنه كان يجيب عن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ويشفي صدره من أعدائه - وقد عمي، وإني لأرجو ألا يعذب في الآخرة.

وروي عن عائشة قالت: قدم رسول الله المدينة، فهجته قريش، وهجوا معه الأنصار. فقال لحسان: اهجهم، وإني أخاف أن تصيبني معهم بهجو بني عمي.

قال: لأسلنك منهم سل الشعرة من العجين، ولي مقول يفري ما لا تفريه الحربة. ثم أخرج لسانه، فضرب به أنفه، كأنه لسان شجاع بطرفه شامة سوداء، ثم ضرب به ذقنه.

يحيى بن أيوب: حدثنا عمارة بن غزية، عن محمد بن إبراهيم التيمي، عن أبي سلمة: أن حسان قال: والذي بعثك بالحق لأفرينهم بلساني هذا. ثم أطلع لسانه، كأنه لسان حية.

فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: إن لي فيهم نسبا، فائت أبا بكر، فإنه أعلم قريش بأنسابها، فيخلص لك نسبي. قال: والذي بعثك بالحق لأسلنك منهم ونسبك سل الشعرة من العجين. فهجاهم. فقال له رسول الله، صلى الله عليه وسلم: لقد شفيت واشتفيت.