للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

محمد بن السائب بن بركة، عن أمه: أنها طافت مع عائشة، ومعها نسوة، فوقعن في حسان، فقالت: لا تسبوه، قد أصابه ما قال الله: أولئك لهم عذاب أليم وقد عمي، والله إني لأرجو أن يدخله الله الجنة بكلمات قالهن لأبي سفيان بن الحارث:

هجوت محمدا فأجبت عنه

وعند الله في ذاك الجزاء

فإن أبي ووالده وعرضي

لعرض محمد منكم وقاء

أتهجوه ولست له بكفء

فشركما لخيركما الفداء

عمارة بن غزية، عن محمد بن إبراهيم، عن أبي سلمة، عن عائشة: أن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: اهج قريشا، فإنه أشد عليهم من رشق النبل.

وسمعته يقول: هجاهم حسان، فشفى.

قال حسان: هجوت محمدا. . . فذكر أبياته، ومنها:

ثكلت بنيتي إن لم تروها

تثير النقع موعدها كداء

ينازعن الأعنة مصعدات

على أكتافها الأسل الظماء

تظل جيادها متمطرات

يلطمهن بالخمر النساء

فإن أعرضتم عنا اعتمرنا

وكان الفتح وانكشف الغطاء

وإلا فاصبروا لضراب يوم

يعز الله فيه من يشاء

وقال الله قد أرسلت عبدا

يقول الحق ليس به خفاء

وقال الله قد سيرت جندا

هم الأنصار عرضتها اللقاء

يلاقوا كل يوم من معد

سبابا أو قتالا أو هجاء

فمن يهجو رسول الله منكم

ويمدحه وينصره سواء

وجبريل رسول الله فينا

وروح القدس ليس له كفاء

أبو الضحى، عن مسروق، قال: كنت عند عائشة، فدخل حسان - بعدما عمي- فقال:

حصان رزان ما تزن بريبة

وتصبح غرثي من لحوم الغوافل

فقالت: لكن أنت لست كذاك. فقلت لها: تأذنين له، وقد قال الله: والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم فقالت: وأي عذاب أشد من العمى.

وقالت: إنه كان ينافح، أو يهاجي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم.