وعن عائشة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم- في حسان: لا يحبه إلا مؤمن، ولا يبغضه إلا منافق.
هذا حديث منكر، من " مسند " الروياني، من رواية أبي ثمامة - مجهول- عن عمر بن إسماعيل - مجهول- عن هشام بن عروة. وله شويهد، رواه الواقدي، عن سعيد بن أبي زيد الأنصاري، عن رجل، عن أبي عبيدة بن عبد الله بن زمعة، سمع حمزة بن عبد الله بن عمر، سمع عائشة تقول: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: حسان حجاز بين المؤمنين والمنافقين، لا يحبه منافق، ولا يبغضه مؤمن.
فهذا اللفظ أشبه. ويبقى قسم ثالث، وهو حبه، سكت عنه.
حديج بن معاوية، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن جبير، قال: قيل لابن عباس قدم حسان اللعين. فقال ابن عباس: ما هو بلعين، قد جاهد مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بنفسه ولسانه.
قلت: هذا دال على أنه غزا.
عبدة بن سليمان، عن أبي حيان التيمي، عن حبيب بن أبي ثابت، قال: أنشد حسان النبي، صلى الله عليه وسلم:
شهدت بإذن الله أن محمدا
رسول الذي فوق السماوات من عل
وأن أبا يحيى ويحيى كلاهما
له عمل من ربه متقبل
وأن أخا الأحقاف إذ قام فيهم
يقول بذات الله فيهم ويعدل
فقال النبي، صلى الله عليه وسلم: وأنا.
هذا مرسل. وروى أبو غسان النهدي: حدثنا عمر بن زياد، عن عبد الملك بن عمير: أن النبي - صلى الله عليه وسلم- أنشده حسان. فذكرها وزاد:
وأن الذي عادى اليهود ابن مريم
نبي أتى من عند ذي العرش مرسل
قال ابن إسحاق، عن عاصم بن عمر، وعبد الله بن حزم: إن حسان لما قال هذه الأبيات:
منع النوم بالعشاء الهموم
وخيال إذا تغور النجوم
من حبيب أصاب قلبك منه
سقم فهو داخل مكتوم
يا لقوم هل يقتل المرء مثلي
واهن البطش والعظام سؤوم
شأنها العطر والفراش ويعلوها
لجين ولؤلؤ منظوم