مسند أحمد: حدثنا عتاب بن زياد، حدثنا ابن المبارك، أخبرنا الليث، حدثني عبيد الله بن المغيرة، عن عراك بن مالك أن حكيم بن حزام قال: كان محمد - صلى الله عليه وسلم - أحب الناس إلي في الجاهلية، فلما نبئ وهاجر، شهد حكيم الموسم كافرا، فوجد حلة لذي يزن تباع ; فاشتراها بخمسين دينارا ليهديها إلى رسول الله، فقدم بها عليه المدينة، فأراده على قبضها هدية، فأبى. قال عبيد الله: حسبته قال: إنا لا نقبل من المشركين شيئا، ولكن إن شئت بالثمن قال: فأعطيته حين أبى علي الهدية.
رواه الطبراني: حدثنا مطلب بن شعيب، حدثنا عبد الله بن صالح، حدثنا الليث، فالطبراني وأحمد فيه طبقة. وفي رواية ابن صالح زيادة: فلبسها، فرأيتها عليه على المنبر، فلم أر شيئا أحسن منه يومئذ فيها، ثم أعطاها أسامة فرآها حكيم على أسامة، فقال: يا أسامة! أتلبس حلة ذي يزن؟ قال: نعم، والله لأنا خير منه، ولأبي خير من أبيه. فانطلقت إلى مكة، فأعجبتهم بقوله.
الواقدي، عن الضحاك بن عثمان، عن أهله قالوا: قال حكيم: كنت تاجرا أخرج إلى اليمن وآتي الشام، فكنت أربح أرباحا كثيرة، فأعود على فقراء قومي. وابتعت بسوق عكاظ زيد بن حارثة لعمتي بستمائة درهم، فلما تزوج بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهبته زيدا، فأعتقه. فلما حج معاوية، أخذ معاوية مني داري بمكة بأربعين ألف دينار، فبلغني أن ابن الزبير قال: ما يدري هذا الشيخ ما باع، فقلت: والله ما ابتعتها إلا بزق من خمر. وكان لا يجيء أحد يستحمله في السبيل إلا حمله.