قال شعبة: سألت حماد بن أبي سليمان عن عين الأضحية يكون فيها البياض، فلم يكرهها. وسألته عن الرجل يحلف على الشيء كاذبا وهو يرى أنه صادق، قال: لا يكفر. وسألته عن التربع في الصلاة، فقال: لا بأس به. وسألت حمادا عن الرجل يسرق من بيت المال، فقال: يقطع. وسألته عن رجل قال: إن فارقت غريمي، فمالي عليه في المساكين، قال: ليس بشيء. وسألته عن الصفر بالحديد نسيئة.
قال مغيرة بن مقسم: قلت لإبراهيم: إن حمادا قد جلس يفتي، قال: وما يمنعه وقد سألني عما لم تسألني عن عشره؟.
وقال شعبة: سمعت الحكم يقول: ومن فيهم مثل حماد يعني أهل الكوفة.
قال أبو إسحاق الشيباني: حماد بن أبى سليمان أفقه من الشعبي، ما رأيت أفقه من حماد، وقال شعبة: كان حماد صدوق اللسان لا يحفظ الحديث.
وقال النسائي: ثقة مرجئ.
وقال أبو حاتم الرازي: هو مستقيم في الفقه، فإذا جاء الأثر شوش.
وقال أحمد بن عبد الله العجلي: كان أفقه أصحاب إبراهيم، وكانت ربما تعتريه موتة وهو يحدث.
وبلغنا أن حمادا كان ذا دنيا متسعة، وأنه كان يفطر في شهر رمضان خمسمائة إنسان، وأنه كان يعطيهم بعد العيد لكل واحد مائة درهم.
وحديثه في كتب السنن، ما أخرج له البخاري، وخرج له مسلم حديثا واحدا مقرونا بغيره. ولا يلتفت إلى ما رواه أبو بكر بن عياش عن الأعمش، قال: حدثني حماد -وكان غير ثقة- عن إبراهيم وفي لفظ: وما كنا نثق بحديثه. وقال أبو بكر عن مغيرة: أنه ذكر له عن حماد شيئا، فقال: كذب.
يوسف بن موسى: حدثنا جرير، عن مغيرة قال: حج حماد بن أبي سليمان، فلما قدم أتيناه نسلم عليه فقال: أبشروا يا أهل الكوفة، فإني قدمت على أهل الحجاز، فرأيت عطاء وطاوسا ومجاهدا،. فصبيانكم بل صبيان صبيانكم أفقه منهم. قال مغيرة: فرأينا أن ذاك بغي منه.