وروى سليمان بن أيوب صاحب البصري، وهو صادق: سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول: ما رأيت أحدا أعلم من حماد بن زيد، لا سفيان ولا مالك.
وقال محمد بن عيسى بن الطباع: ما رأيت أعقل من حماد بن زيد. قال محمد بن وزير الواسطي: سمعت يزيد بن هارون يقول: قلت لحماد بن زيد: هل ذكر الله أصحاب الحديث في القرآن؟ قال: بلى، الله تعالى يقول: فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة الآية.
قال أبو العباس بن مسروق: حدثنا أيوب العطار: سمعت بشر بن الحارث -رحمه الله- يقول: حدثنا حماد بن زيد، ثم قال: أستغفر الله، إن لذكر الإسناد في القلب خيلاء.
قال سليمان بن حرب، عن حماد بن زيد، قال: جاءني أبان بن أبي عياش، فقال: أحب أن تكلم شعبة، أن يكف عني. فكلمته، فكف عنه أياما، وأتاني في الليل، فقال: إنه لا يحل الكف عن أبان، فإنه يكذب على رسول الله -صلى الله عليه وسلم.
قال عبد الرحمن بن أبي حاتم الحافظ: حدثنا أبي، حدثنا سليمان بن حرب: سمعت حماد بن زيد يقول: إنما يدورون على أن يقولوا: ليس في السماء إله -يعني الجهمية - وعن أبي النعمان عارم، قال: قال حماد بن زيد: القرآن كلام الله، أنزله جبريل من عند رب العالمين.
قلت: لا أعلم بين العلماء نزاعا، في أن حماد بن زيد من أئمة السلف، ومن أتقن الحفاظ وأعدلهم، وأعدمهم غلطا، على سعة ما روى -رحمه الله- مولده في سنة ثمان وتسعين.
قال إبراهيم بن سعيد الجوهري: سمعت أبا أسامة يقول: كنت إذا رأيت حماد بن زيد، قلت: أدبه كسرى، وفقهه عمر -رضي الله عنه.
قال الخليلي: سمعت عبد الله بن محمد الحافظ، سمعت أبا عبيد محمد بن محمد بن أخي هلال الرأي، سمعت هشام بن علي، يقول: كانوا يقولون: كان علم حماد بن سلمة أربعة دوانيق وعقله: دانقين، وعلم حماد بن زيد دانقين، وعقله أربعة دوانيق.