للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال ابن حبان: حماد بن سلمة الخزاز، كنية أبي حماد: أبو صخرة، مولى حميد بن كراته، ويقال: مولى قريش. وقيل: هو حميري من العباد المجابي الدعوة في الأوقات، لم ينصف من جانب حديثه، واحتج بأبي بكر بن عياش، وبابن أخي الزهري، وعبد الرحمن بن عبد الله بن دينار، فإن كان تركه إياه لما كان يخطئ، فغيره من أقرانه مثل الثوري، وشعبة ودونهما كانوا يخطئون، فإن زعم أن خطأه قد كثر من تغير حفظه، فكذلك أبو بكر، ولم يكن مثل حماد بالبصرة، ولم يكن يثلبه إلا معتزلي أو جهمي، لما كان يظهر من السنن الصحيحة، وأنى يبلغ أبو بكر بن عياش مبلغ حماد بن سلمة في إتقانه، أم في جمعه، أم في علمه، أم في ضبطه.

قال حماد بن زيد: ما كنا نرى من يتعلم بنية غير حماد بن سلمة، وما نرى اليوم من يعلم بنية غيره.

قال مسلم بن إبراهيم: سمعت حماد بن سلمة يقول: كنت أسأل حماد بن أبي سليمان عن أحاديث مسندة، والناس يسألونه عن رأيه، فكنت إذا جئته، قال: لا جاء الله بك. قال أبو سلمة المنقري: سمعت حماد بن سلمة يقول: إن الرجل ليثقل حتى يخف.

وقال عفان بن مسلم: حدثنا حماد بن سلمة، قال: قدمت مكة - وعطاء بن أبي رباح حي- في شهر رمضان، فقلت: إذا أفطرت، دخلت عليه، فمات في رمضان.

قال شيخ الإسلام في: " الفاروق " له: قال أحمد بن حنبل: إذا رأيت الرجل يغمز حماد بن سلمة، فاتهمه على الإسلام، فإنه كان شديدا على المبتدعة. قال يونس: من حماد بن سلمة تعلمت العربية. وليحيى اليزيدي مرثية يقول فيها:

يا طالب النحو ألا فابكه

بعد أبي عمرو وحماد

ونقل بعضهم، أن حماد بن سلمة تزوج سبعين امرأة، ولم يولد له ولد.

قال البخاري: حدثنا آدم، قال: شهدت حماد بن سلمة، ودعوه -يعني الدولة- فقال: أحمل لحية حمراء إلى هؤلاء؟ والله لا فعلت. وروي أن حماد بن سلمة كان مجاب الدعوة.