فإذا ابن أخ له، أحمر أزرق، قد نخر، ثم قال: لم لم يكتب ويبدأ بك! لا تقرأ كتابه اليوم. فقال لهم: اخرجوا. فدعا الأسقف - وكانوا يصدرون عن رأيه- فلما قرئ عليه الكتاب، قال: هو - والله- رسول الله الذي بشرنا به عيسى وموسى. قال: فأي شيء ترى؟ قال: أرى أن نتبعه. قال قيصر: وأنا أعلم ما تقول، ولكن لا أستطيع أن أتبعه، يذهب ملكي، ويقتلني الروم.
رواه اثنان، عن يحيى بن سلمة، عن أبيه.
عبد الله بن أبي يحيى، عن مجاهد. قال: بعث رسول الله دحية سرية وحده.
معتمر بن سليمان، عن أبيه، عن أبي عثمان النهدي، قالت أم سلمة: كان النبي - صلى الله عليه وسلم- يحدث رجلا، فلما قام، قال: يا أم سلمة، من هذا؟ فقلت: دحية الكلبي، فلم أعلم أنه جبريل حتى سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يحدث أصحابه ما كان بيننا.
فقلت لأبي عثمان: من حدثك بهذا؟ قال: أسامة.
عفير بن معدان، عن قتادة، عن أنس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم- كان يقول: يأتيني جبريل في صورة دحية، وكان دحية جميلا. روى نحوه يحيى بن يعمر، عن ابن عمر.
قال عبد الله بن صالح العجلي، قال رجل لعوانة بن الحكم: أجمل الناس جرير بن عبد الله البجلي. فقال: بل أجمل الناس من نزل جبريل على صورته، يعني دحية.
ويروى حديث منكر: أن دحية أسلم زمن أبي بكر.
قال أبو محمد بن قتيبة في حديث ابن عباس. كان دحية إذا قدم، لم تبق معصر إلا خرجت تنظر إليه.
المعصر: التي دنا حيضها، كما قيل للغلام: مراهق، أي راهق الاحتلام.
ولا ريب أن دحية كان أجمل الصحابة الموجودين بالمدينة، وهو معروف، فلذا كان جبريل ربما نزل في صورته.
فأما جرير، فإنما وفد إلى المدينة قبل موت النبي - صلى الله عليه وسلم- بقليل.