قال يعقوب: وحدثني محمد بن عمر: سألت يحيى بن معين عن روح، فقال: صدوق ليس به بأس، حديثه يدل على صدقه، يحدث عن ابن عون، ثم يحدث عن حماد بن زيد، عن ابن عون، فقلت ليحيى: زعموا أن يحيى القطان كان يتكلم فيه، فقال: باطل، ما تكلم فيه بشيء، وهو صدوق.
قال يعقوب: وسمعت علي بن المديني فذكر هذه القصة، فلم أضبطها عنه، فحدثني عبد الرحمن بن محمد: سمعت عليا قال: كانوا يقولون: إن يحيى بن سعيد يتكلم في روح، فإني لعند يحيى، إذ جاءه روح، فسأله عن شيء من حديث أشعث، فلما قام، قلت ليحيى: أما تعرف هذا؟ قال: لا، قلت: هذا روح بن عبادة، كأنه كان يعرفه، ولكن لم يجمع بين اسمه وصفته، قال: فقال: هذا روح؟ ما زلت أعرفه يطلب الحديث ويكتبه، قال علي: ولكن كان عبد الرحمن بن مهدي، يطعن على روح، وينكر عليه أحاديث ابن أبي ذئب عن الزهري هذه المسائل، فقال لي معن: وما يصنع بها، هي عند بصري لكم كان عندنا هاهنا حين قرأ علينا ابن أبي ذئب هذا الكتاب، قال علي: فأتيت عبد الرحمن، فأخبرته، فأحسبه قال: استحله لي.
وقال يعقوب بن شيبة: قال محمد بن عمر: قال يحيى بن معين: هذا القواريري يحدث عن عشرين من الكذابين، ويقول: لا أحدث عن روح بن عبادة.
قال يعقوب: وسمعت عفان بن مسلم لا يرضى أمر روح بن عبادة.
وحدثني محمد بن عمر أنه سمع عفان ; وذكر روح بن عبادة، فقال: هو أحسن حديثا عندي من خالد بن الحارث، وأحسن حديثا من يزيد بن زريع، فلم تركناه؟ - يعني كأنه يطعن عليه - فقال له أبو خيثمة: ليس هذا بحجة، كل من تركته أنت ينبغي أن يترك، أما روح بن عبادة، فقد جاز حديثه، الشأن فيمن بقي.
قال يعقوب: وأحسب أن عفان لو كان عنده حجة مما يسقط بها روح بن عبادة لاحتج بها في ذلك الوقت.