الواقدي: حدثنا الضحاك بن عثمان، عن الزهري، قال: قال ثعلبة بن أبي مالك: سمعت عثمان يقول: من يعذرني من ابن مسعود؟ غضب إذ لم أوله نسخ المصاحف. هلا غضب على أبي بكر وعمر إذ عزلاه عن ذلك، ووليا زيدا، فاتبعت فعلهما.
مغيرة، عن الشعبي قال: تنازع أبي وعمر في جداد نخل. فبكى أبي، ثم قال: أفي سلطانك يا عمر؟ قال: اجعل بيني وبينك رجلا. قال أبي: زيد. فانطلقا، حتى دخلا عليه، فتحاكما إليه. فقال: بينتك يا أبي؟ قال: ما لي بينة. قال: فأعف أمير المؤمنين من اليمين. فقال عمر: لا تعف أمير المؤمنين من اليمين إن رأيتها عليه.
وتابعه سيار، عن الشعبي.
عبد الواحد بن زياد: حدثنا حجاج، عن نافع، قال: استعمل عمر زيدا على القضاء، وفرض له رزقا.
الواقدي: حدثنا ابن أبي الزناد، عن أبيه، وآخر، قالا: لما حصر عثمان، أتاه زيد بن ثابت، فدخل عليه الدار. فقال له عثمان: أنت خارج الدار أنفع لي منك هاهنا ; فذب عني. فخرج، فكان يذب الناس، ويقول لهم فيه ; حتى رجع أناس من الأنصار. وجعل يقول: يا للأنصار، كونوا أنصارا لله - مرتين- انصروه، والله إن دمه لحرام. فجاء أبو حية المازني مع ناس من الأنصار، فقال: ما يصلح معك أمر. فكان بينهما كلام، وأخذ بتلبيب زيد، هو وأناس معه. فمر به ناس من الأنصار، فلما رأوهم، أرسلوه، وقال رجل منهم لأبي حية: أتصنع هذا برجل لو مات الليلة ما دريت ما ميراثك من أبيك!.
قال الزهري: لو هلك عثمان وزيد في بعض الزمان، لهلك علم الفرائض، لقد أتى على الناس زمان وما يعلمها غيرهما.
أخرجه الدارمي.
وقال جعفر بن برقان: سمعت الزهري يقول: لولا أن زيد بن ثابت كتب الفرائض، لرأيت أنها ستذهب من الناس.