هشام، عن ابن سيرين، قال: حج بنا أبو الوليد، ونحن ولد سيرين سبعة ; فمر بنا على المدينة، فأدخلنا على زيد بن ثابت، فقال: هؤلاء بنو سيرين. فقال زيد: هؤلاء لأم، وهذان لأم، وهذان لأم. قال: فما أخطأ. وكان محمد، ومعبد، ويحيى لأم.
وروى الأعمش، عن ثابت بن عبيد، قال: كان زيد بن ثابت من أفكه الناس في أهله، وأزمته عند القوم.
هشام، عن ابن سيرين، قال: خرج زيد بن ثابت يريد الجمعة، فاستقبل الناس راجعين، فدخل دارا، فقيل له. فقال: إنه من لا يستحيي من الناس لا يستحيي من الله.
حماد بن زيد، عن يحيى بن سعيد، قال: لما مات زيد بن ثابت، قال أبو هريرة: مات حبر الأمة! ولعل الله أن يجعل في ابن عباس منه خلفا.
حماد بن سلمة، عن عمار بن أبي عمار، قال: لما مات زيد، جلسنا إلى ابن عباس في ظل، فقال: هكذا ذهاب العلماء، دفن اليوم علم كثير.
الواقدي: حدثنا ابن أبي الزناد، عن أبيه، قال: لما مات زيد بن ثابت، وصلى عليه مروان، ونزل نساء العوالي. وجاء نساء الأنصار ; فجعل خارجة يذكرهن الله: لا تبكين عليه. فقلن: لا نسمع منك، ولنبكين عليه ثلاثا، وغلبنه.
قال الواقدي: وأرسل مروان بجزر، فنحرت، وأطعموا الناس. وفيه يقول حسان بن ثابت:
فمن للقوافي بعد حسان وابنه
ومن للمثاني بعد زيد بن ثابت
وقال جرير بن حازم: حدثنا قيس بن سعد، عن مكحول: أن عبادة بن الصامت دعا نبطيا يمسك دابته عند بيت المقدس، فأبى. فضربه، فشجه. فاستعدى عليه عمر. فقال: ما دعاك إلى ما صنعت بهذا؟ قال: أمرته، فأبى ; وأنا في حدة، فضربته. فقال: اجلس للقصاص. فقال زيد بن ثابت: أتقيد لعبدك من أخيك؟ فترك عمر القود، وقضى عليه بالدية.