فخرجت حتى أقدم عليه، فلما رآني قال: ممن أنت؟ قلت من أهل بيت الله. قال: إن الذي تطلب قد ظهر ببلادك، قد بعث نبي طلع نجمه، وجميع من رأيتهم في ضلال. قال: فلم أحس بشيء. قال: فقرب إليه السفرة، فقال: ما هذا يا محمد؟ قال:" شاة ذبحناها لنصب ". قال: فإني لا آكل مما لم يذكر اسم الله عليه. وتفرقنا، فأتى رسول الله البيت، فطاف به - وأنا معه - وبالصفا والمروة، وكان عندهما صنمان من نحاس: إساف ونائلة، وكان المشركون إذا طافوا تمسحوا بهما، فقال النبي:" لا تمسحهما ; فإنهما رجس ". فقلت في نفسي: لأمسنهما حتى أنظر ما يقول. فمسستهما، فقال:" يا زيد، ألم تنه ".
قال: ومات زيد بن عمرو وأنزل على النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - لزيد:" إنه يبعث أمة وحده ".
في إسناده محمد لا يحتج به، وفي بعضه نكارة بينة.
عن الحسن بن أسامة بن زيد قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - أكبر من زيد بعشر سنين. قال: وكان قصيرا، شديد الأدمة، أفطس.
رواه ابن سعد، عن الواقدي، حدثنا محمد بن الحسن بن أسامة، عن أبيه، ثم قال ابن سعد: كذا صفته في هذه الرواية. وجاءت من وجه آخر أنه كان شديد البياض، وكان ابنه أسامة أسود، ولذلك أعجب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقول مجزز القائف حيث يقول: إن هذه الأقدام بعضها من بعض.
لوين: حدثنا حديج، عن أبي إسحاق قال: كان جبلة بن حارثة في الحي، فقالوا له: أنت أكبر أم زيد؟ قال: زيد أكبر مني، وأنا ولدت قبله، وسأخبركم: إن أمنا كانت من طيئ، فماتت، فبقينا في حجر جدنا، فقال عماي لجدنا: نحن أحق بابني أخينا. فقال: خذا جبلة، ودعا زيدا، فأخذاني، فانطلقا بي، فجاءت خيل من تهامة، فأخذت زيدا، فوقع إلى خديجة، فوهبته لرسول الله - صلى الله عليه وسلم.