قال الواقدي: عقد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لزيد على الناس في غزوة مؤتة، وقدمه على الأمراء، فلما التقى الجمعان كان الأمراء يقاتلون على أرجلهم، فأخذ زيد اللواء فقاتل وقاتل معه الناس حتى قتل طعنا بالرماح رضي الله عنه. قال: فصلى عليه رسول الله، أي دعا له، وقال:" استغفروا لأخيكم، قد دخل الجنة وهو يسعى ".
وكانت مؤتة في جمادى الأولى سنة ثمان وهو ابن خمس وخمسين سنة.
جماعة: عن إسماعيل بن أبي خالد، عن أبي إسحاق، عن أبي ميسرة، قال: لما بلغ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قتل زيد، وجعفر، وابن رواحة، قام - صلى الله عليه وسلم - فذكر شأنهم، فبدأ بزيد، فقال:" اللهم اغفر لزيد، اللهم اغفر لزيد، ثلاثا، اللهم اغفر لجعفر وعبد الله بن رواحة ".
حماد بن زيد: عن خالد بن سلمة المخزومي، قال: لما جاء مصاب زيد وأصحابه أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منزله بعد ذلك، فلقيته بنت زيد، فأجهشت بالبكاء في وجهه، فلما رآها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بكى حتى انتحب، فقيل: ما هذا يا رسول الله؟ قال:" شوق الحبيب إلى الحبيب " رواه مسدد وسليمان بن حرب عنه.
حسين بن واقد: عن ابن بريدة، عن أبيه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:" دخلت الجنة، فاستقبلتني جارية شابة. فقلت: لمن أنت؟ قالت: أنا لزيد بن حارثة " إسناده حسن.