قلت: كان ملكا شريفا مطاعا، وقد التفت عليه الأنصار يوم وفاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليبايعوه، وكان موعوكا، حتى أقبل أبو بكر والجماعة، فردوهم عن رأيهم، فما طاب لسعد.
الواقدي: حدثنا محمد بن صالح عن الزبير بن المنذر بن أبي أسيد الساعدي أن الصديق بعث إلى سعد بن عبادة: أقبل فبايع ; فقد بايع الناس. فقال: لا والله، لا أبايعكم حتى أقاتلكم بمن معي. فقال بشير بن سعد: يا خليفة رسول الله، إنه قد أبى ولج، فليس يبايعكم حتى يقتل، ولن يقتل حتى يقتل معه ولده وعشيرته، فلا تحركوه ما استقام لكم الأمر، وإنما هو رجل وحده ما ترك. فتركه أبو بكر.
فلما ولي عمر، لقيه فقال: إيه يا سعد! فقال: إيه يا عمر! فقال عمر: أنت صاحب ما أنت صاحبه؟ قال: نعم. وقد أفضى إليك هذا الأمر، وكان صاحبك - والله - أحب إلينا منك، وقد أصبحت كارها لجوارك. قال: من كره ذلك تحول عنه. فلم يلبث إلا قليلا حتى انتقل إلى الشام، فمات بحوران.
إسنادها كما ترى.
ابن عون، عن ابن سيرين أن سعدا بال قائما فمات، فسمع قائل يقول:
قد قتلنا سيد الخز
رج سعد بن عباده
ورميناه بسهمي
ن فلم نخط فؤاده
وقال سعد بن عبد العزيز: أول ما فتحت بصرى، وفيها مات سعد بن عبادة.
وقال أبو عبيد: مات سنة أربع عشرة بحوران.
وروى ابن أبي عروبة: عن ابن سيرين أن سعد بن عبادة بال قائما، فمات، وقال: إني أجد دبيبا.
الأصمعي: حدثنا سلمة بن بلال عن أبي رجاء، قال: قتل سعد بن عبادة بالشام، رمته الجن بحوران.
الواقدي: حدثنا يحيى بن عبد العزيز، من ولد سعد، عن أبيه، قال: توفي سعد بحوران لسنتين ونصف من خلافة عمر، فما علم بموته بالمدينة حتى سمع غلمان قائلا من بئر يقول: