للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فهذا اللفظ مليح يفسر ما قبله، وما زال المصطفى محفوظا محروسا قبل الوحي وبعده ولو احتمل جواز ذلك، فبالضرورة ندري أنه كان يأكل من ذبائح قريش قبل الوحي، وكان ذلك على الإباحة ; وإنما توصف ذبائحهم بالتحريم بعد نزول الآية، كما أن الخمرة كانت على الإباحة، إلى أن نزل تحريمها بالمدينة بعد يوم أحد، والذي لا ريب فيه أنه كان معصوما قبل الوحي، وبعده وقبل التشريع من الزنا قطعا، ومن الخيانة، والغدر، والكذب، والسكر، والسجود لوثن، والاستقسام بالأزلام، ومن الرذائل، والسفه، وبذاء اللسان، وكشف العورة، فلم يكن يطوف عريانا، ولا كان يقف يوم عرفة مع قومه بمزدلفة، بل كان يقف بعرفة. وبكل حال لو بدا منه شيء من ذلك لما كان عليه تبعة ; لأنه كان لا يعرف، ولكن رتبة الكمال تأبى وقوع ذلك منه - صلى الله عليه وسلم - تسليما.

أبو معاوية: عن هشام، عن أبيه، عن عائشة. قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " دخلت الجنة، فرأيت لزيد بن عمرو بن نفيل دوحتين ".

غريب. رواه الباغندي عن الأشج، عنه.

عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن أسماء قالت: رأيت زيد بن عمرو شيخا كبيرا مسندا ظهره إلى الكعبة وهو يقول: ويحكم يا معشر قريش، إياكم والزنا ; فإنه يورث الفقر.

أبو الحسن المدائني: عن إسماعيل بن مجالد، عن أبيه، عن الشعبي، عن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب قال: قال زيد بن عمرو: شاممت النصرانية واليهودية، فكرهتهما، فكنت بالشام، فأتيت راهبا، فقصصت عليه أمري، فقال: أراك تريد دين إبراهيم - عليه السلام - يا أخا أهل مكة، إنك لتطلب دينا ما يوجد اليوم، فالحق ببلدك، فإن الله يبعث من قومك من يأتي بدين إبراهيم، بالحنيفية، وهو أكرم الخلق على الله.