للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال حامد بن يحيى البلخي: سمعت ابن عيينة يقول: رأيت كأن أسناني سقطت، فذكرت ذلك للزهري، فقال: تموت أسنانك، وتبقى أنت. قال: فمات أسناني وبقيت أنا، فجعل الله كل عدو لي محدثا.

قلت: قال هذا من شدة ما كان يلقى من ازدحام أصحاب الحديث عليه حتى يبرموه.

قال غياث بن جعفر: سمعت ابن عيينة يقول: أول من أسندني إلى الأسطوانة، مسعر بن كدام، فقلت له: إني حدث. قال: إن عندك الزهري، وعمرو بن دينار.

قال أبو محمد الرامهرمزي: حدثنا موسى بن زكريا، حدثنا زياد بن عبد الله بن خزاعي، سمعت سفيان بن عيينة يقول: كان أبي صيرفيا بالكوفة، فركبه دين فحملنا إلى مكة، فصرت إلى المسجد، فإذا عمرو بن دينار، فحدثني بثمانية أحاديث، فأمسكت له حماره حتى صلى، وخرج، فعرضت الأحاديث عليه، فقال: بارك الله فيك.

وروى أبو مسلم المستملي: قال ابن عيينة: سمعت من عمرو ما لبث نوح في قومه -يعني تسع مائة وخمسين سنة. قال مجاهد بن موسى: سمعت ابن عيينة يقول: ما كتبت شيئا إلا حفظته قبل أن أكتبه.

قال ابن المبارك: سئل سفيان الثوري عن سفيان بن عيينة، فقال: ذاك أحد الأحدين ما أغربه.

وقال ابن المديني: قال لي يحيى القطان. ما بقي من معلمي أحد غير سفيان بن عيينة، وهو إمام منذ أربعين سنة.

وقال علي: سمعت بشر بن المفضل يقول: ما بقي على وجه الأرض أحد يشبه ابن عيينة. وحكى حرملة بن يحيى أن ابن عيينة قال له -وأراه خبز شعير-: هذا طعامي منذ ستين سنة.

الحميدي، سمع سفيان يقول: لا تدخل هذه المحابر بيت رجل إلا أشقى أهله وولده.

وقال سفيان مرة لرجل: ما حرفتك؟ قال: طلب الحديث. قال: بشر أهلك بالإفلاس.

وروى علي بن الجعد عن ابن عيينة قال: من زيد في عقله، نقص من رزقه.