ونقل سنيد بن داود عن ابن عيينة قال: من كانت معصيته في الشهوة فارج له، ومن كانت معصيته في الكبر، فاخش عليه، فإن آدم عصى مشتهيا، فغفر له، وإبليس عصى متكبرا فلعن. ومن كلام ابن عيينة قال: الزهد: الصبر وارتقاب الموت. وقال: العلم إذا لم ينفعك ضرك.
قال عثمان بن زائدة: قلت لسفيان الثوري: ممن نسمع؟ قال: عليك بابن عيينة وزائدة.
قال نعيم بن حماد: ما رأيت أحدا أجمع لمتفرق من سفيان بن عيينة.
وقال علي بن نصر الجهضمي: حدثنا شعبة بن الحجاح قال: رأيت ابن عيينة غلاما، معه ألواح طويلة عند عمرو بن دينار، وفي أذنه قرط، أو قال: شنف.
وقال ابن المديني: سمعت ابن عيينة يقول: جالست عبد الكريم الجزري سنتين، وكان يقول لأهل بلده: انظروا إلى هذا الغلام يسألني وأنتم لا تسألوني.
قال ذؤيب بن عمامة السهمي: سمعت ابن عيينة يقول: سمعت من صالح مولى التوأمة هكذا وهكذا، وأشار بيديه - يعني كثرة - سمعت منه، ولعابه يسيل، فقال عبد الرحمن بن أبي حاتم: فلا نعلمه روى عنه شيئا، كان منتقدا للرواة.
قال علي: سمعت سفيان يقول: عمرو بن دينار أكبر من الزهري، سمع من جابر، وما سمع الزهري منه.
قال أحمد بن سلمة النيسابوري: حدثنا سليمان بن مطر، قال: كنا على باب سفيان بن عيينة، فاستأذنا عليه، فلم يأذن لنا، فقلنا: ادخلوا حتى نهجم عليه، قال: فكسرنا بابه، ودخلنا وهو جالس، فنظر إلينا، فقال: سبحان الله، دخلتم داري بغير إذني، وقد حدثنا الزهري عن سهل بن سعد أن رجلا اطلع في جحر، من باب النبي -صلى الله عليه وسلم-، ومع النبي -صلى الله عليه وسلم- مدرى يحك به رأسه فقال: لو علمت أنك تنظرني لطعنت بها في عينك، إنما جعل الاستئذان من أجل النظر.