للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فقال عوف: أولا يعمد الله إلى ما ابتغي فيه وجهه من ذلك العمل كله، فيقبل منه ما خلص له، ويدع ما أشرك به فيه؟ قال شداد: فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول عن الله، قال: أنا خير قسيم، فمن أشرك بي شيئا، فإن جسده وعمله، قليله وكثيره، لشريكه الذي أشرك به. أنا عنه غني.

شداد، كناه مسلم، وأحمد، والنسائي: أبا يعلى.

ابن جوصاء حدثني محمد بن عبد الوهاب بن محمد بن عمرو بن محمد بن شداد بن أوس الأنصاري: حدثنا أبي، حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده، قال: كنية شداد بن أوس: أبو يعلى

وكان له خمسة أولاد، منهم بنته خزرج، تزوجت في الأزد. وكان أكبرهم يعلى، ثم محمدا، ثم عبد الوهاب، والمنذر.

فمات شداد، وخلف عبد الوهاب، والمنذر، صغيرين، وأعقبوا، سوى يعلى.

ونسأ لابنته نسل إلى سنة ثلاثين ومائة.

وكانت الرجفة التي كانت بالشام في هذه السنة. وكان أشدها ببيت المقدس، ففني كثير ممن كان فيها من الأنصار وغيرهم، ووقع منزل شداد عليهم، وسلم محمد، وقد ذهبت رجله تحت الردم.

وكانت النعل زوجا، خلفها شداد عند ولده، فصارت إلى محمد بن شداد ; فلما أن رأت أخته خزرج ما نزل به وبأهله، جاءت، فأخذت فرد النعلين وقالت: يا أخي، ليس لك نسل، وقد رزقت ولدا، وهذه مكرمة رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أحب أن تشرك فيها ولدي، فأخذتها منه.

وكان ذلك في أول أوان الرجفة، فمكثت النعل عندها حتى أدرك أولادها فلما جاء المهدي إلى بيت المقدس، أتوه بها، وعرفوه نسبها من شداد، فعرف ذلك، وقبله، وأجاز كل واحد منهما بألف دينار، وأمر لكل واحد منهما بضيعة، وبعث إلى محمد بن شداد، فأتي به يحمل لزمانته فسأله عن خبر النعل، فصدق مقالة الرجلين، فقال له المهدي: ائتني بالأخرى. فبكى، وناشده الله، فرق له، وخلاها عنده.