للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثم خرجنا معه ; فلما علونا في الأرض، قال لغلام له: اصنع لنا طعاما يقطع عنا الجوع - يصغره- كلمة قالها; فضحكنا. فقال: ما أراني إلا مفارقكما. قلنا: رحمك الله، إنك كنت لا تكاد تتكلم بكلمة، فلما تكلمت، لم نتمالك أن ضحكنا. فقال: أزودكما حديثا كان رسول الله يعلمنا في السفر والحضر. فأملى علينا، وكتبناه: اللهم، إني أسألك الثبات في الأمر، وأسألك عزيمة الرشد، وأسألك شكر نعمتك، وحسن عبادتك، وأسألك يقينا صادقا، وقلبا سليما، وأسألك من خير ما تعلم، وأعوذ بك من شر ما تعلم، وأستغفرك لما تعلم، إنك أنت علام الغيوب.

وروي الدعاء بإسناد آخر.

قتيبة: حدثنا فرج بن فضالة، عن أسد بن وداعة، عن شداد بن أوس: أنه كان إذا دخل الفراش، يتقلب على فراشه، لا يأتيه النوم فيقول: اللهم، إن النار أذهبت مني النوم. فيقوم، فيصلي حتى يصبح.

رواه جماعة، عن فرج، عن أسد.

قال سلام بن مسكين: حدثنا قتادة: أن شداد بن أوس خطب، فقال: أيها الناس، إن الدنيا أجل حاضر، يأكل منها البر والفاجر، وإن الآخرة أجل مستأخر، يحكم فيها ملك قادر. ألا وإن الخير كله بحذافيره في الجنة ; وإن الشر كله بحذافيره في النار.

اتفقوا على موته كما قلنا في سنة ثمان وخمسين إلا ما يروى عن بعض أهل بيته: أنه في سنة أربع وستين.

خرجوا له في الكتب الستة.

وعدد أحاديثه في " مسند بقي " خمسون حديثا. أعني بالمكرر.