روى أشعث، عن ابن سيرين، قال: أدركت الكوفة وبها أربعة ممن يعد بالفقه، فمن بدأ بالحارث، ثنى بعبيدة، ومن بدأ بعبيدة، ثنى بالحارث، ثم علقمة، ثم شريح. وإن أربعة أخسهم شريح لخيار.
وقال الشعبي: كان شريح أعلمهم بالقضاء، وكان عبيدة يوازيه في علم القضاء.
قال أبو وائل: كان شريح يقل غشيان ابن مسعود للاستغناء عنه.
وقال الشعبي: بعث عمر بن سور على قضاء البصرة، وبعث شريحا على قضاء الكوفة.
مجالد: عن الشعبي، أن عمر رزق شريحا مائة درهم على القضاء.
الثوري: عن أبي إسحاق، عن هبيرة بن يريم، أن عليا جمع الناس في الرحبة، وقال: إني مفارقكم، فاجتمعوا في الرحبة، فجعلوا يسألونه حتى نفد ما عندهم ولم يبق إلا شريح، فجثا على ركبتيه، وجعل يسأله. فقال له علي: اذهب فأنت أقضى العرب.
قال إبراهيم النخعي: كان شريح يقضي بقضاء عبد الله.
أخبرنا عمر بن محمد وجماعة سمعوا ابن اللتي أنبأنا أبو الوقت، أنبأنا الداودي، أنبأنا ابن حمويه أنبأنا عيسى بن عمر، حدثنا أبو محمد الدارمي، حدثنا يعلى بن عبيد، حدثنا إسماعيل عن عامر، قال: جاءت امرأة إلى علي -رضي الله عنه- تخاصم زوجها طلقها فقالت: قد حضت في شهرين ثلاث حيض. فقال علي لشريح: اقض بينهما: قال: يا أمير المؤمنين، وأنت هاهنا؟! قال: اقض بينهما. قال: إن جاءت من بطانة أهلها من يرضى دينه وأمانته يزعم أنها حاضت ثلاث حيض تطهر عند كل قرء، وتصلي، جاز لها، وإلا فلا. قال علي: قالون. وقالون بلسان الروم: أحسنت.
جرير: عن مغيرة، قال: عزل ابن الزبير شريحا عن القضاء، فلما ولي الحجاج رده.
الثوري: عن أبي هاشم، أن فقيها جاء إلى شريح فقال: ما الذي أحدثت في القضاء؟ قال: إن الناس أحدثوا، فأحدثت.