أخبرنا إسحاق بن طارق، أنبأنا ابن خليل، أنبأنا اللبان، أنبأنا الحداد، أنبأنا أبو نعيم، حدثنا أبو علي محمد بن أحمد، حدثنا بشر بن موسى، حدثنا خلاد بن يحيى، حدثنا معرف بن واصل، قال: كنا عند أبي وائل، فذكروا قرب الله من خلقه، فقال: نعم، يقول الله تعالى: ابن آدم، ادن مني شبرا أدن منك ذراعا، ادن مني ذراعا، أدن منك باعا، امش إلي، أهرول إليك.
وبه إلى أبي نعيم، حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر، حدثنا أبو يحيى الرازي، حدثنا هناد، حدثنا عبدة، عن الزبرقان، قال: كنت عند أبي وائل، فجعلت أسب الحجاج وأذكر مساوئه، فقال: لا تسبه ; وما يدريك لعله قال: اللهم اغفر لي، فغفر له.
وبه، حدثنا أحمد بن جعفر، حدثنا عبد الله بن أحمد، حدثني يوسف بن يعقوب الصفار، حدثنا أبو بكر بن عياش، عن عاصم قال: كان أبو وائل إذا صلى في بيته ينشج نشيجا، ولو جعلت له الدنيا على أن يفعله وأحد يراه، ما فعله.
قال مغيرة: كان إبراهيم التيمي يذكر في منزل أبي وائل، وكان أبو وائل ينتفض انتفاض الطير.
قال عاصم بن بهدلة: كان أبو وائل يقول لجاريته، إذا جاء يحيى -يعني ابنه- بشيء , فلا تقبليه، وإذا جاء أصحابي بشيء، فخذيه. وكان ابنه قاضيا على الكناسة. قال: وكان لأبي وائل -رحمه الله- خص من قصب، يكون فيه هو وفرسه، فإذا غزا، نقضه وتصدق به، فإذا رجع، أنشأ بناءه.
قلت: قد كان هذا السيد رأسا في العلم والعمل.
قال محمد بن عثمان بن أبي شيبة: مات في زمن الحجاج بعد الجماجم. وقال خليفة: مات بعد الجماجم سنة اثنتين وثمانين.
وأما قول الواقدي: مات في خلافة عمر بن عبد العزيز، فوهم.
مات في عشر المائة.
قال عاصم بن أبي النجود: قلت لأبي وائل: شهدت صفين؟ قال: نعم، وبئست الصفون كانت. فقيل له: أيهما أحب إليك، علي أو عثمان؟ قال: علي، ثم صار عثمان أحب إلي.