وروى الزهري، عن بعض آل عمر، عن عمر: أنه لما كان يوم الفتح، أرسل رسول الله إلى صفوان بن أمية، وأبي سفيان، والحارث بن هشام. قال عمر: فقلت: لئن أمكنني الله منهم، لأعرفنهم. حتى قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: مثلي ومثلكم، كما قال يوسف لإخوته: لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم فانفضخت حياء من رسول الله، صلى الله عليه وسلم.
مالك، عن ابن شهاب: بلغه أن نساء كن أسلمن، وأزواجهن كفار، منهن بنت الوليد بن المغيرة، وكانت تحت صفوان بن أمية، فأسلمت يوم الفتح، وهرب هو. فبعث إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ابن عمه بردائه أمانا لصفوان، ودعاه إلى الإسلام وأن يقدم، فإن رضي أمرا ; وإلا سيره شهرين.
فلما قدم على النبي - صلى الله عليه وسلم- ناداه على رءوس الناس: يا محمد، هذا جاءني بردائك، ودعوتني إلى القدوم عليك، فإن رضيت، وإلا سيرتني شهرين. فقال: انزل أبا وهب. فقال: لا والله حتى تبين لي. قال: لك تسيير أربعة أشهر.
فخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قبل هوازن بحنين ; فأرسل إلى صفوان يستعيره أداة وسلاحا كان عنده. فقال: طوعا أو كرها؟ قال: لا، بل طوعا.
ثم خرج معه كافرا، فشهد حنينا والطائف كافرا، وامرأته مسلمة ; فلم يفرق بينهما حتى أسلم، واستقرت عنده بذلك النكاح.
وفي " مغازي " ابن عقبة: فر صفوان عامدا للبحر، وأقبل عمير بن وهب بن خلف، إلى رسول الله، فسأله أمانا لصفوان، وقال: قد هرب، وأخشى أن يهلك، وإنك قد أمنت الأحمر والأسود. قال: أدرك ابن عمك فهو آمن.
وعن ابن الزبير: أن صفوان أعار النبي - صلى الله عليه وسلم- مائة درع بأداتها، فأمره رسول الله بحملها إلى حنين، إلى أن رجع النبي - صلى الله عليه وسلم- إلى الجعرانة.