قال أبو غسان النهدي: سمعت سفيان بن عيينة وأعانه على الحديث أخوه، قال: حلف صفوان ألا يضع جنبه بالأرض حتى يلقى الله. فمكث على ذلك أكثر من ثلاثين عاما، فلما حضرته الوفاة، واشتد به النزع والعلز وهو جالس، فقالت ابنته: يا أبة لو وضعت جنبك، فقال: يا بنية إذا ما وفيت لله بالنذر والحلف، فمات، وإنه لجالس.
قال سفيان: فأخبرني الحفار الذي يحفر قبور أهل المدينة، قال: حفرت قبر رجل، فإذا أنا قد وقعت على قبر فوافيت جمجمة، فإذا السجود قد أثر في عظام الجمجمة، فقلت لإنسان: قبر من هذا؟ فقال: أوما تدري؟ هذا قبر صفوان بن سليم.
وروى سهل بن عاصم، عن محمد بن منصور قال: قال صفوان بن سليم: أعطي الله عهدا أن لا أضع جنبي على فراش حتى ألحق بربي، فبلغني أن صفوان عاش بعد ذلك أربعين سنة لم يضع جنبه، فلما نزل به الموت، قيل له: رحمك الله ألا تضطجع؟ قال: ما وفيت لله بالعهد إذا، فأسند، فما زال كذلك حتى خرجت نفسه. قال: ويقول أهل المدينة: إنه بقيت جبهته من كثرة السجود.