وكتب القاضي الفاضل تعزية إلى صاحب حلب لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة [الأحزاب: ٢١] إن زلزلة الساعة شيء عظيم [الحج: ١] كتبت إلى مولانا الملك الظاهر أحسن الله عزاءه، وجبر مصابه، وجعل فيه الخلف من السلف في الساعة المذكورة وقد زلزل المسلمون زلزالا شديدا، وقد حضرت الدموع المحاجر، وبلغت القلوب الحناجر , وقد ودعت أباك ومخدومي وداعا لا تلاقي بعده وقبلت وجهه عني وعنك، وأسلمته إلى الله وحده مغلوب الحيلة، ضعيف القوة، راضيا عن الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله. وبالباب من الجنود المجندة، والأسلحة المعمدة ما لم يدفع البلاء، ولا ما يرد القضاء، تدمع العين، ويخشع القلب، ولا نقول إلا ما يرضي الرب، وإنا بك يا يوسف لمحزونون. وأما الوصايا، فما تحتاج إليها، والأراء، فقد شغلني المصاب عنها، وأما لائح الأمر، فإنه إن وقع اتفاق، فما عدمتم إلا شخصه الكريم، وإن كان غير ذلك، فالمصائب المستقبلة أهونها موته.
وللعلم الشاتاني فيه قصيدة مطلعها:
أرى النصر مقرونا برايتك الصفرا
فسر واملك الدنيا فأنت بها أحرى
وبعث إليه ابن التعاويذي بقصيدته الطنانة التي أولها: