قال مجاهد: فأما رسول الله صلى الله عليه وسلم فمنعه عمه، وأما أبو بكر فمنعه قومه. وأخذ الآخرون - سمى منهم صهيبا - فألبسوهم أدراع الحديد، صهروهم في الشمس، حتى بلغ الجهد منهم كل مبلغ؛ فأعطوهم ما سألوا - يعني: التلفظ بالكفر - فجاء كل رجل قومه بأنطاع فيها الماء، فألقوهم فيها، إلا بلالا. الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس: ومن الناس من يشري نفسه نزلت في صهيب، ونفر من أصحابه، أخذهم أهل مكة يعذبونهم؛ ليردوهم إلى الشرك.
أحمد في " مسنده ": حدثنا أسباط: حدثنا أشعث، عن كردوس، عن ابن مسعود، قال: مر الملأ من قريش على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعنده خباب، وصهيب، وبلال، وعمار، فقالوا: أرضيت بهؤلاء؟ فنزل فيهم القرآن: وأنذر به الذين يخافون إلى قوله والله أعلم بالظالمين.
عوف الأعرابي، عن أبي عثمان: أن صهيبا حين أراد الهجرة، قال له أهل مكة: أتيتنا صعلوكا حقيرا، فتغير حالك! قال: أرأيتم إن تركت مالي، أمخلون أنتم سبيلي؟ قالوا: نعم، فخلع لهم ماله، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: ربح صهيب، ربح صهيب!.
يعقوب بن محمد الزهري: حدثنا حصين بن حذيفة بن صيفي حدثنا أبي وعمومتي، عن سعيد بن المسيب، عن صهيب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أريت دار هجرتكم سبخة بين ظهراني حرة، فإما أن تكون هجر، أو يثرب.