شريك: عن مغيرة، عن الشعبي، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، قال: كان رجل من بني إسرائيل يعمل بمسحاة له، فأصاب أباه، فشجه، فقال: لا يصحبني من فعل بأبي ما فعل، فقطع يده، فبلغ ذلك بني إسرائيل ; ثم إن ابنة الملك أرادت أن تصلي في بيت المقدس، فقال: من نبعث بها؟ قالوا: فلان، فبعث إليه، فقال: أعفني، قال: لا، قال: فأجلني إذا أياما. قال: فذهب فقطع مذاكيره في حق ثم جاء به خاتمه عليه، فقال: هذه وديعتي عندك فاحفظها. قال: ونزلها الملك منزلا منزلا، أنزل يوم كذا وكذا، كذا وكذا ; ويوم كذا وكذا، كذا وكذا، فوقت له وقتا، فلما سار، جعلت ابنة الملك لا ترتقع به فتنزل حيث شاءت، وترتحل متى شاءت، وجعل إنما هو يحرسها وينام عندها، فلما قدم عليه، قالوا له: إنما كان ينام عندها، فقال له الملك: خالفت! وأراد قتله ; فقال: اردد علي وديعتي، فلما ردها، فتح الحق، وتكشف عن مثل الراحة، ففشا ذلك في بني إسرائيل. قال: فمات قاض لهم، فقالوا: من نجعل مكانه؟ قالوا: فلان، فأبى، فلم يزالوا به حتى قال: دعوني حتى أنظر في أمري، فكحل عينيه بشيء حتى ذهب بصره. قال: ثم جلس على القضاء فقام ليلة فدعا الله، فقال: اللهم إن كان هذا الذي صنعت لك رضى، فاردد علي خلقي أصح ما كان. فأصبح وقد رد الله عليه بصره ومقلتيه أحسن ما كانتا ويده ومذاكيره.
أنبأنا بها أحمد بن سلامة، عن أبي المكارم التيمي، أنبأنا أبو علي، أنبأنا أبو نعيم، حدثنا أبو أحمد -يعني العسال - في كتابه حدثنا موسى بن إسحاق، حدثنا عثمان بن أبي شيبة، حدثنا شريك فذكرها.