قال عبد الرحمن بن عمر رسته: سمعت عبد الرحمن يقول: الجهمية يريدون أن ينفوا الكلام عن الله، وأن يكون القرآن كلام الله، وأن يكون كلم موسى، وقد وكده الله تعالى فقال: وكلم الله موسى تكليما.
قال عبد الرحمن رسته: سألت ابن مهدي عن الرجل يبني بأهله، أيترك الجماعة أياما؟ قال: لا، ولا صلاة واحدة. وحضرته صبيحة بني على ابنته، فخرج، فأذن، ثم مشى إلى بابهما، فقال للجارية: قولي لهما: يخرجان إلى الصلاة، فخرج النساء والجواري، فقلن: سبحان الله! أي شيء هذا؟ فقال: لا أبرح حتى يخرجا إلى الصلاة، فخرجا بعدما صلى، فبعث بهما إلى مسجد خارج من الدرب.
قلت: هكذا كان السلف في الحرص على الخير.
قال رسته: وكان عبد الرحمن يحج كل عام، فمات أخوه، وأوصى إليه، فأقام على أيتامه، فسمعته يقول: قد ابتليت بهؤلاء الأيتام، فاستقرضت من يحيى بن سعيد أربعمائة دينار احتجت إليها في مصلحة أرضهم.
ذكر أبو نعيم الحافظ لابن مهدي في " الحلية " ترجمة طويلة جدا، فروى فيها من حديثه مائتين وثمانين حديثا وقد لحق صغار التابعين كأيمن بن نابل، وصالح بن درهم، ويزيد بن أبي صالح، وجرير بن حازم، وكان قد ارتحل في آخر عمره من البصرة، فحدث بأصبهان.
قال بندار: سمعت عبد الرحمن يقول: ما نعرف كتابا في الإسلام بعد كتاب الله أصح من " موطأ مالك ".
وقال رسته: سمعت عبد الرحمن يقول: أئمة الناس في زمانهم: سفيان بالكوفة، وحماد بن زيد بالبصرة، ومالك بالحجاز، والأوزاعي بالشام.
أبو حاتم بن حبان: حدثنا عمر بن محمد الهمداني، حدثنا عمرو بن علي، سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول: حدثنا أبو خلدة، فقال له رجل: أكان ثقة؟ فقال: كان صدوقا، وكان خيارا، وكان مأمونا، الثقة سفيان وشعبة.