عبد الله بن أحمد، قلت لابن معين: تخشى السن على عبد الرزاق؟ فقال: أما حيث رأيناه، فما كان بلغ الثمانين، نحو من سبعين، ثم قال يحيى: ذكر أبو جعفر السويدي أن قوما من الخراسانية، من أصحاب الحديث، جاءوا إلى عبد الرزاق بأحاديث للقاضي هشام بن يوسف، تلقطوها عن معمر، من حديث هشام، وابن ثور، وكان ابن ثور ثقة، فجاءوا بها إلى عبد الرزاق، فنظر فيها، فقال: بعضها سمعتها، وبعضها لا أعرفها، ولم أسمعها، قال: فلم يفارقوه حتى قرأها، ولم يقل لهم: حدثنا، ولا أخبرنا. حدثني السويدي بهذا.
آدم بن موسى: سمعت البخاري يقول: عبد الرزاق ما حدث من كتابه فهو أصح.
أبو زرعة الرازي، حدثنا عبد الله بن محمد المسندي، قال: ودعت ابن عيينة، فقلت: أتريد عبد الرزاق؟ قال: أخاف أن يكون من الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا.
عباس: سمعت ابن معين: قال هشام بن يوسف: عرض معمر هذه الأحاديث على همام بن منبه، إلا أنه سمع منها نيفا وثلاثين حديثا - يعني: صحيفة همام، التي رواها عبد الرزاق، عن معمر عنه، وهي مائة ونيف وثلاثون حديثا، أكثرها في " الصحيحين ".
العقيلي في كتاب " الضعفاء " له، في ترجمة عبد الرزاق: حدثنا محمد بن أحمد بن حماد، سمعت محمد بن عثمان الثقفي، قال: لما قدم العباس بن عبد العظيم من عند عبد الرزاق من صنعاء، قال لنا - ونحن جماعة -: ألست قد تجشمت الخروج إلى عبد الرزاق، فدخلت إليه، وأقمت عنده حتى سمعت منه ما أردت؟ والله الذي لا إله إلا هو، إن عبد الرزاق كذاب، والواقدي أصدق منه.
قلت: بل والله ما بر عباس في يمينه، ولبئس ما قال، يعمد إلى شيخ الإسلام، ومحدث الوقت، ومن احتج به كل أرباب الصحاح - وإن كان له أوهام مغمورة، وغيره أبرع في الحديث منه - فيرميه بالكذب، ويقدم عليه الواقدي الذي أجمعت الحفاظ على تركه، فهو في مقالته هذه خارق للإجماع بيقين.