قال عبد الصمد بن يزيد مردويه: حدثنا ابن عيينة: أن عبد العزيز بن أبي رواد قال لأخ له: أقرضنا خمسة آلاف درهم إلى الموسم. فسر التاجر، وحملها إليه. فلما جنه الليل قال: ما صنعت يا ابن أبي رواد؟ شيخ كبير، وأنا كذلك ما أدري ما يحدث بنا، فلا يعرف له ولدي حقه، لئن أصبحت، لآتينه ولأحاللنه، فلما أصبح أتاه، فأخبره، فقال: اللهم أعطه أفضل ما نوى. ودعا له، وقال: إن كنت إنما تشاورني، فإنما استقرضناه على الله، فكلما اغتممنا به كفر الله به عنا، فإذا جعلتنا في حل كأنه يسقط ذلك. فكره التاجر أن يخالفه، فما أتى الموسم حتى مات الرجل، فأتى أولاده، وقالوا: مال أبينا يا أبا عبد الرحمن.
فقال لهم: لم يتهيأ، ولكن الميعاد بيننا الموسم الآتي، فقاموا من عنده، فلما كان الموسم الآتي لم يتهيأ المال، فقالوا: أيش أهون عليك من الخشوع وتذهب بأموال الناس! فرفع رأسه، فقال: رحم الله أباكم، قد كان يخاف هذا وشبهه، ولكن الأجل بيننا الموسم الآتي، وإلا فأنتم في حل مما قلتم. قال: فبينا هو ذات يوم خلف المقام إذ ورد عليه غلام كان قد هرب له إلى الهند بعشرة آلاف درهم، فأخبره أنه اتجر، وأن معه من التجارة ما لا يحصى. قال سفيان: فسمعته يقول: لك الحمد، سألناك خمسة آلاف، فبعثت إلينا عشرة آلاف، يا عبد المجيد! احمل العشرة آلاف إليهم، خمسة لهم، وخمسة للإخاء الذي بيننا وبين أبيهم. وقال العبد: من يقبض ما معي؟ فقال: يا بني! أنت حر لوجه الله، وما معك فلك.
قال عبد العزيز: سألت عطاء بن أبي رباح عن قوم يشهدون على الناس بالشرك فأنكر ذلك.
قال عبد العزيز: اللهم ما لم تبلغه قلوبنا من خشيتك فاغفره لنا يوم نقمتك من أعدائك.
وعن عبد العزيز: وسئل: ما أفضل العبادة؟ قال: طول الحزن.