الواقدي: حدثنا عبد الله بن نافع، عن أبيه، قال: سمع ابن عمر التكبير فيما بين المسجد إلى الحجون حين قتل ابن الزبير، فقال: لمن كبر حين ولد أكثر وخير ممن كبر لقتله.
معمر: عن أيوب، عن ابن سيرين، قال: قال ابن الزبير: ما شيء كان يحدثنا كعب إلا قد أتى على ما قال، إلا قوله: فتى ثقيف يقتلني. وهذا رأسه بين يدي، يعني: المختار الكذاب.
زياد الجصاص: عن علي بن زيد، عن مجاهد، أن ابن عمر قال لغلامه: لا تمر بي على ابن الزبير، يعني: وهو مصلوب. قال: فغفل الغلام، فمر به، فرفع رأسه، فرآه، فقال: رحمك الله أبا خبيب، ما علمتك إلا صواما قواما، وصولا لرحمك. أما والله إني لأرجو مع مساوئ ما قد عملت أن لا يعذبك الله. ثم قال: حدثني أبو بكر الصديق أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: من يعمل سوءا يجز به في الدنيا.
قال ابن أبي الدنيا في كتاب " الخلفاء ": صلبوا ابن الزبير منكسا، وكان آدم، نحيفا، ليس بالطويل، بين عينيه أثر السجود. بعث عماله إلى المشرق كله والحجاز.
قال جويرية بن أسماء: عن جدته؛ أن أسماء بنت أبي بكر غسلت ابن الزبير بعد ما تقطعت أوصاله، وجاء الإذن من عبد الملك بن مروان عندما أبى الحجاج أن يأذن لها، فحنطته، وكفنته، وصلت عليه، وجعلت فيه شيئا حين رأته يتفسخ إذا مسته.
وقال مصعب بن عبد الله: حملته أمه فدفنته بالمدينة في دار صفية أم المؤمنين، ثم زيدت دار صفية في المسجد، فهو مدفون مع النبي - صلى الله عليه وسلم - يعني بقربه.
قال ابن إسحاق وعدة: قتل في جمادى الآخرة سنة ثلاث وسبعين.
ووهم ضمرة وأبو نعيم فقالا: قتل سنة اثنتين.
عاش نيفا وسبعين سنة - رضي الله عنه.
وماتت أمه بعده بشهرين أو نحو ذلك، ولها قريب من مائة عام.