فقال: يا أعرابي سار الثقل، فعليك بالراحلة بما عليها، وإياك أن تخدع عن السيف، فإني أخذته بألف دينار.
ويروى أن شاعرا جاء إلى عبد الله بن جعفر، فأنشده:
رأيت أبا جعفر في المنام كساني
من الخز دراعه
شكوت إلى صاحبي أمرها فقال ستوتى بها الساعه
سيكسوكها الماجد الجعفري
ومن كفه الدهر نفاعه
ومن قال للجود: لا تعدني
فقال له: السمع والطاعه
فقال عبد الله لغلامه: أعطه جبتي الخز. ثم قال له: ويحك كيف لم تر جبتي الوشي؟ اشتريتها بثلاثمائة دينار منسوجة بالذهب. فقال: أنام، فلعلي أراها. فضحك عبد الله، وقال: ادفعوها إليه.
قال أبو عبيدة: كان على قريش وأسد وكنانة يوم صفين عبد الله بن جعفر.
حماد بن زيد: أخبرنا هشام، عن محمد، قال: مر عثمان بسبخة فقال: لمن هذه؟ فقيل: اشتراها عبد الله بن جعفر بستين ألفا، فقال: ما يسرني أنها لي بنعل. فجزأها عبد الله ثمانية أجزاء؛ وألقى فيها العمال. ثم قال عثمان لعلي: ألا تأخذ على يدي ابن أخيك، وتحجر عليه؟ اشترى سبخة بستين ألفا. قال: فأقبلت. فركب عثمان يوما، فرآها، فبعث إليه، فقال: ولني جزءين منها. قال: أما والله دون أن ترسل إلي من سفهتني عندهم، فيطلبون إلي ذلك، فلا أفعل. ثم أرسل إليه أني قد فعلت. قال: والله لا أنقصك جزءين من مائة ألف وعشرين ألفا. قال: قد أخذتها.