محمد بن مصعب: حدثنا الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، قال: كان عبد الله بن سلام إذا دخل المسجد، سلم على النبي - صلى الله عليه وسلم- وقال: اللهم افتح لنا أبواب رحمتك. وإذا خرج، سلم على النبى - صلى الله عليه وسلم- وتعوذ من الشيطان.
حفص بن غياث، عن أشعث، عن أبي بردة بن أبي موسى، قال: أتيت المدينة، فإذا عبد الله بن سلام جالس في حلقة متخشعا عليه سيماء الخير، فقال: يا أخي. جئت ونحن نريد القيام. فأذنت له، أو قلت: إذا شئت. فقام، فاتبعته، فقال: من أنت؟ قلت: أنا ابن أخيك ; أنا أبو بردة بن أبي موسى. فرحب بي، وسألني، وسقاني سويقا، ثم قال: إنكم بأرض الريف، وإنكم تسالفون الدهاقين، فيهدون لكم حملان القت والدواخل ; فلا تقربوها، فإنها نار.
قد مر موت عبد الله في سنة ثلاث وأربعين بالمدينة. وأرخه جماعة.
أخبرنا عمر بن محمد العمري، وجماعة، قالوا: أخبرنا عبد الله بن عمر: أخبرنا أبو الوقت السجزي، أخبرنا عبد الرحمن بن محمد، أخبرنا أبو محمد بن حمويه، أخبرنا عيسى بن عمر، أخبرنا عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي، أخبرنا محمد بن كثير، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن عبد الله بن سلام، قال: قعدنا نفر من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فتذاكرنا، فقلنا: لو نعلم أي الأعمال أحب إلى الله، لعملنا. فأنزل الله: سبح لله ما في السماوات وما في الأرض وهو العزيز الحكيم يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون حتى ختمها.