للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حماد بن زيد، عن عاصم ابن بهدلة، عن المسيب بن رافع، عن خرشة بن الحر، قال: قدمت المدينة، فجلست إلى شيخة في المسجد، فجاء شيخ يتوكأ على عصا له، فقال رجل: هذا رجل من أهل الجنة. فقام خلف سارية، فصلى ركعتين، فقمت إليه، فقلت: زعم هؤلاء أنك من أهل الجنة، فقال: الجنة لله يدخلها من يشاء، إني رأيت على عهد رسول الله رؤيا: رأيت كأن رجلا أتاني، فقال: انطلق. فسلك بي في منهج عظيم. فبينا أنا أمشي، إذ عرض لي طريق عن شمالي، فأردت أن أسلكها، فقال: إنك لست من أهلها. ثم عرضت لي طريق عن يميني، فسلكتها، حتى انتهيت إلى جبل زلق، فأخذ بيدي، فرحل بي، فإذا أنا على ذروته ; فلم أتقار، ولم أتماسك. وإذا عمود من حديد، في أعلاه عروة من ذهب، فأخذ بيدي، فرحل بي، حتى أخذت بالعروة، فقال لي: استمسك بالعروة. فقصصتها على رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فقال: رأيت خيرا. أما المنهج العظيم، فالمحشر، وأما الطريق التي عرضت عن شمالك، فطريق أهل النار، ولست من أهلها، وأما التي عن يمينك، فطريق أهل الجنة. وأما الجبل الزلق، فمنزل الشهداء، وأما العروة، فعروة الإسلام، فاستمسك بها حتى تموت وهو عبد الله بن سلام.

جرير، عن الأعمش، عن سليمان بن مسهر، عن خرشة، قال: كنت جالسا في حلقة، فيهم ابن سلام يحدثهم ; فلما قام، قالوا: من سره أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة، فلينظر إلى هذا. فتبعته فسألته. فذكر الحديث بطوله وهو صحيح.

وروى بشر بن شغاف، عن عبد الله بن سلام: أنه شهد فتح نهاوند.

قال أيوب، عن ابن سيرين، قال: نبئت أن عبد الله بن سلام قال: إن أدركني، وليس لي ركوب فاحملوني، حتى تضعوني بين الصفين. يعني قبال الأعماق.