محمد بن عمرو: عن أبي سلمة: عن عبد الله بن عمرو، قال: دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيتي هذا، فقال: يا عبد الله! ألم أخبر أنك تكلفت قيام الليل وصيام النهار؟ قلت: إني لأفعل. فقال: إن من حسبك أن تصوم من كل شهر ثلاثة أيام، فالحسنة بعشر أمثالها، فكأنك قد صمت الدهر كله. قلت: يا رسول الله، إني أجد قوة، وإني أحب أن تزيدني. فقال: فخمسة أيام قلت: إني أجد قوة. قال: سبعة أيام، فجعل يستزيده، ويزيده حتى بلغ النصف. وأن يصوم نصف الدهر:(إن لأهلك عليك حقا، وإن لعبدك عليك حقا) وإن لضيفك عليك حقا فكان بعد ما كبر وأسن يقول: ألا كنت قبلت رخصة النبي - صلى الله عليه وسلم - أحب إلي من أهلي ومالي.
وهذا الحديث له طرق مشهورة.
وقد أسلم عبد الله، وهاجر بعد سنة سبع، وشهد بعض المغازي.
قال أبو عبيد: كان على ميمنة جيش معاوية يوم صفين.
وذكره خليفة بن خياط في تسمية عمال معاوية على الكوفة. قال: ثم عزله وولى المغيرة بن شعبة.
وفي " مسند أحمد ": حدثنا يزيد، أنبأنا العوام، حدثني أسود بن مسعود، عن حنظلة بن خويلد العنبري، قال: بينما أنا عند معاوية، إذ جاءه رجلان يختصمان في رأس عمار - رضي الله عنه - فقال كل واحد منهما: أنا قتلته. فقال عبد الله بن عمرو: ليطب به أحدكما نفسا لصاحبه، فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: تقتله الفئة الباغية. فقال معاوية: يا عمرو! ألا تغني عنا مجنونك، فما بالك معنا؟ قال: إن أبي شكاني إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: أطع أباك ما دام حيا. فأنا معكم، ولست أقاتل.