وروى نافع بن عمر، عن ابن أبي مليكة، قال: قال عبد الله بن عمرو - رضي الله عنه -: ما لي ولصفين، ما لي ولقتال المسلمين، لوددت أني مت قبلها بعشرين سنة - أو قال بعشر سنين - أما والله على ذلك ما ضربت بسيف، ولا رميت بسهم. وذكر أنه كانت الراية بيده.
يزيد بن هارون: حدثنا عبد الملك بن قدامة، حدثني عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده: أن أباه عمرا قال له يوم صفين: اخرج فقاتل. قال: يا أبه! كيف تأمرني أخرج فأقاتل، وقد سمعت من عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلي ما سمعت؟! فقال: نشدتك بالله! أتعلم أن آخر ما كان من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إليك أن أخذ بيدك، فوضعها في يدي، فقال: أطع عمرو بن العاص ما دام حيا. قال: نعم. قال: فإني آمرك أن تقاتل.
عبد الملك ضعف.
عفان: حدثنا همام، حدثنا قتادة، عن ابن بريدة، عن سليمان بن الربيع قال: انطلقت في رهط من نساك أهل البصرة إلى مكة، فقلنا: لو نظرنا رجلا من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فدللنا على عبد الله بن عمرو، فأتينا منزله، فإذا قريب من ثلاثمائة راحلة. فقلنا: على كل هؤلاء حج عبد الله بن عمرو؟ قالوا: نعم. هو ومواليه وأحباؤه. قال: فانطلقنا إلى البيت، فإذا نحن برجل أبيض الرأس واللحية، بين بردين قطريين، عليه عمامة وليس عليه قميص.