للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رواه حسين المعلم، عن ابن بريدة، فقال: عن سلمان بن ربيعة الغنوي أنه حج زمن معاوية في عصابة من القراء، فحدثنا أن عبد الله في أسفل مكة. فعمدنا إليه، فإذا نحن بثقل عظيم يرتحلون ثلاثمائة راحلة، منها مائة راحلة ومائتا زاملة وكنا نحدث أنه أشد الناس تواضعا. فقلنا: ما هذا؟ قالوا: لإخوانه يحملهم عليها ولمن ينزل عليه، فعجبنا، فقالوا: إنه رجل غني. ودلونا عليه أنه في المسجد الحرام، فأتيناه، فإذا هو رجل قصير أرمص بين بردين وعمامة، قد علق نعليه في شماله.

مسلم الزنجي: عن ابن خثيم، عن عبيد بن سعيد: أنه دخل مع عبد الله بن عمرو المسجد الحرام، والكعبة محترقة حين أدبر جيش حصين بن نمير، والكعبة تتناثر حجارتها. فوقف وبكى حتى إني لأنظر إلى دموعه تسيل على وجنتيه. فقال: أيها الناس! والله لو أن أبا هريرة أخبركم أنكم قاتلو ابن نبيكم، ومحرقو بيت ربكم، لقلتم: ما أحد أكذب من أبي هريرة. فقد فعلتم، فانتظروا نقمة الله فليلبسنكم شيعا، ويذيق بعضكم بأس بعض.

شعبة: عن يعلى بن عطاء، عن أمه ; أنها كانت تصنع الكحل لعبد الله بن عمرو. وكان يكثر من البكاء يغلق عليه بابه، ويبكي حتى رمصت عيناه.

قال أحمد بن حنبل: مات عبد الله ليالي الحرة سنة ثلاث وستين.

وقال يحيى بن بكير: توفي عبد الله بن عمرو بمصر، ودفن بداره الصغيرة سنة خمس وستين وكذا قال في تاريخ موته: خليفة، وأبو عبيد، والواقدي، والفلاس وغيرهم.

وقال خليفة: مات بالطائف، ويقال: بمكة.

وقال ابن البرقي أبو بكر: فأما ولده فيقولون: مات بالشام.