وكان النضر بن عبد الجبار راوية عنه، وكان شيخ صدق، وكان ابن أبي مريم سيئ الرأي في ابن لهيعة، فلما كتبوها عنه، وسألوه عنها، سكت عن ابن لهيعة. قلت ليحيى: فسماع القدماء والآخرين منه سواء؟ قال: نعم، سواء واحد.
قال الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن في " التاريخ ": قدم ابن لهيعة الشام غازيا مع صالح بن علي سنة ثمان وثلاثين ومائة، واجتاز بساحل دمشق أو بها، حكاه القطربلي عن الواقدي. وقال ابن بكير: ولد سنة ست وتسعين. وتفرد نوح بن حبيب بأن كنيته: أبو النضر.
وقال ابن سعد ابن لهيعة حضرمي من أنفسهم، كان ضعيفا، وعنده حديث كثير، ومن سمع منه في أول أمره أحسن حالا. وأما أهل مصر فيذكرون أنه لم يختلط، لكنه كان يقرأ عليه ما ليس من حديثه، فيسكت عليه. فقيل له في ذلك، فقال: وما ذنبي؟ إنما يجيئون بكتاب يقرءونه ويقومون، ولو سألوني لأخبرتهم أنه ليس من حديثي. . . إلى أن قال: ومات بمصر في نصف ربيع الأول سنة أربع وسبعين ومائة. قال مسلم بن الحجاج: ابن لهيعة تركه وكيع ويحيى وابن مهدي.
وقال ابن يونس: مولده سنة سبع وتسعين. ورأيته في ديوان حضرموت بمصر، فيمن دعي به سنة ست وعشرين ومائة في أربعين من العطاء.
قال ابن وهب: حديث: لو أن القرآن في إهاب، ما مسته النار ما رفعه لنا ابن لهيعة في أول عمره قط. وقال أبو حفص الفلاس: من كتب عن ابن لهيعة قبل احتراق كتبه، فهو أصح، كابن المبارك، والمقرئ. وهو ضعيف الحديث. وقال إسحاق بن عيسى: ما احترقت أصوله، إنما احترق بعض ما كان يقرأ منه. يريد ما نسخ منها.