مصعب الزبيري، عن جده، عن هشام بن عروة، عن أبيه، قال: بعث إلي معاوية مقدمه المدينة، فكشفني وسألني، واستنشدني، ثم قال لي: أتروي قول جدتك صفية بنت عبد المطلب: خالجت آباد الدهور عليهم وأسماء لم تشعر بذلك أيم فلو كان زبر مشركا لعذرته ولكنه - قد يزعم الناس - مسلم
قلت: نعم، وأروي قولها:
ألا أبلغ بني عمي رسولا
ففيم الكيد فينا والإمار
وسائل في جموع بني علي
إذا كثر التناشد والفخار
بأنا لا نقر الضيم فينا
ونحن لمن توسمنا نضار
متى نقرع بمروتكم نسؤكم
وتظعن من أماثلكم ديار
ويظعن أهل مكة وهي سكن
هم الأخيار إن ذكر الخيار
مجازيل العطاء إذا وهبنا
وأيسار إذا حب القتار
ونحن الغافرون إذا قدرنا
وفينا عند عدوتنا انتصار
وأنا والسوابح يوم جمع
بأيديها وقد سطع الغبار
قال: وإنما قالت ذلك في قتل أبي أزيهر - تعير به أبا سفيان بن حرب، وكان صهره. قتله هشام بن الوليد وذكر القصة. فقال معاوية: حسبك يا ابن أخي، هذه بتلك.
ولعروة في قصره بالعقيق: بنيناه فأحسنا بناه بحمد الله في خير العقيق تراهم ينظرون إليه شزرا يلوح لهم على وضح الطريق فساء الكاشحين وكان غيظا لأعدائى وسر به صديقي يراه كل مختلف وسار ومعتمد إلى البيت العتيق
وقيل: لما فرغ من بنائه وبئاره دعا جماعة، فطعم الناس، وجعلوا يبركون وينصرفون.
الزبير: حدثني محمد بن حسن، عن محمد بن يعقوب بن عتبة، عن عبد الله بن عكرمة، عن عروة، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:" يكون في آخر أمتي مسخ وخسف وقذف، وذلك عند ظهور شيء من عمل قوم لوط " قال عروة: فبلغني أنه قد ظهر شيء منه، فتنحيت عنها، وخشيت أن يقع وأنا بها، وبلغني أنه لا يصيب إلا أهل القصبة.
قال الزبير: وأخبرني إبراهيم بن حمزة مثله بمثل إسناده.