للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وبئر عروة مشهور بالعقيق، طيب الماء، وفيه يقول الشاعر:

لو يعلم الشيخ غدوي بالسحر قصدا

إلى البئر التي كان حفر

في فتية مثل الدنانير غرر

وقاهم الله النفاق والضجر

بين أبي بكر وزيد وعمر

ثم الحواري لهم جد أغر

قد شمخ المجد هناك وازمخر

فهم عليها بالعشي والبكر

يسقون من جاء ولا يؤذى بشر

لزاد في الشكر وإن كان شكر

قال الزبير: حدثنا عمي مصعب بن عبد الله، قال: كان عبد الله بن الزبير قد باع ماله بالغابة الذي يعرف بالسقاية من معاوية بمائة ألف دينار، ثم قسمها في بني أسد وتيم، فاشتري مجاح لعروة من ذلك بألوف دنانير.

الزبير: حدثنا مصعب بن عثمان، عن عامر بن صالح، عن هشام بن عروة، قال: قدم عروة على عبد الملك بن مروان، فأجلسه معه على السرير، فجاء قوم فوقعوا في عبد الله بن الزبير، فخرج عروة وقال للآذن: إن عبد الله أخي، فإذا أردتم أن تقعوا فيه فلا تأذنوا لي عليكم. فذكروا ذلك لعبد الملك، فقال له عبد الملك: حدثوني بما قلت، وإن أخاك لم نقتله لعداوة ; ولكنه طلب أمرا وطلبناه، فقتلناه، وإن أهل الشام من أخلاقهم أن لا يقتلوا رجلا إلا شتموه، فإذا أذنا لأحد قبلك، فقد جاء من يشتمه، فانصرف. ثم إن عروة قدم على الوليد حين شئفت رجله فقيل: اقطعها، قال: أكره أن أقطع مني طائفا، فارتفعت إلى الركبة، فقيل له: إنها إن وقعت في ركبتك قتلتك. فقطعها، فلم يقبض وجهه. وقيل له قبل أن يقطعها: نسقيك دواء لا تجد لها ألما؟ فقال: ما يسرني أن هذا الحائط وقاني أذاها.

معمر، عن الزهري، قال: وقعت الآكلة في رجل عروة، فصعدت في ساقه، فبعث إليه الوليد، فحمل إليه ودعا الأطباء فقالوا: ليس له دواء إلا القطع. فقطعت فما تضور وجهه.