للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سليمان بن معبد: حدثنا الأصمعي، عن ابن أبي الزناد، عن أبيه، قال: اجتمع في الحجر مصعب، وعبد الله، وعروة بنو الزبير، وابن عمر، فقالوا: تمنوا، فقال عبد الله: أما أنا، فأتمنى الخلافة. وقال عروة: أتمنى أن يؤخذ عني العلم. وقال مصعب: أما أنا، فأتمنى إمرة العراق، والجمع بين عائشة بنت طلحة، وسكينة بنت الحسين. وأما ابن عمر فقال: أتمنى المغفرة. فنالوا ما تمنوا، ولعل ابن عمر قد غفر له.

معمر، عن الزهري، قال: كنت آتي عروة، فأجلس ببابه مليا، ولو شئت أن أدخل دخلت، فأرجع وما أدخل إعظاما له.

وعن أبي الأسود، عن عروة، قال: خطبت إلى ابن عمر بنته سودة ونحن في الطواف، فلم يجبني بشيء، فلما دخلت المدينة بعده، مضيت إليه، فقال: أكنت ذكرت سودة؟ قلت: نعم. قال: إنك ذكرتها ونحن في الطواف يتخايل الله بين أعيننا، أفلك فيها حاجة؟ قلت: أحرص ما كنت. قال: يا غلام، ادع عبد الله بن عبد الله، ونافعا مولى عبد الله. قال: قلت له: وبعض آل الزبير؟ قال: لا. قلت: فمولى خبيب؟ قال: ذاك أبعد. ثم قال لهما: هذا عروة بن أبي عبد الله، وقد علمتما حاله، وقد خطب إلي سودة، وقد زوجته إياها بما جعل الله للمسلمات على المسلمين من إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان، وعلى أن يستحلها بما يستحل به مثلها، أقبلت يا عروة؟ قلت: نعم قال: بارك الله لك.

قال هشام بن عروة: أقام ابن الزبير بمكة تسع سنين وعروة معه.