يعلى بن عبيد قال: دخلنا على ابن سوقة، فقال: يا ابن أخي! أحدثكم بحديث لعله ينفعكم، فقد نفعني. قال لنا عطاء بن أبي رباح: إن من قبلكم كانوا يعدون فضول الكلام ما عدا كتاب الله، أو أمر بمعروف، أو نهي عن منكر، أو أن تنطق في معيشتك التي لا بد لك منها، أتنكرون أن عليكم حافظين كراما كاتبين عن اليمين وعن الشمال قعيد ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد أما يستحي أحدكم لو نشرت صحيفته التي أملى صدر نهاره، وليس فيها شيء من أمر آخرته.
قال ابن جريج عن عطاء: إن الرجل ليحدثني بالحديث، فأنصت له كأني لم أسمعه، وقد سمعته قبل أن يولد.
روى علي، عن يحيى بن سعيد القطان قال: مرسلات مجاهد أحب إلي من مرسلات عطاء بكثير، كان عطاء يأخذ عن كل ضرب.
الفضل بن زياد، عن أحمد بن حنبل قال: ليس في المرسلات شيء أضعف من مرسلات الحسن وعطاء بن أبي رباح، كانا يأخذان عن كل أحد، ومرسلات ابن المسيب أصح المرسلات، ومرسلات إبراهيم النخعي لا بأس بها.
وروى محمد بن عبد الرحيم، عن علي ابن المديني قال: كان عطاء اختلط بأخرة، تركه ابن جريج وقيس بن سعد. قلت: لم يعن علي بقوله تركه هذان الترك العرفي، ولكنه كبر وضعفت حواسه، وكانا قد تكفيا منه وتفقها وأكثرا عنه، فبطلا، فهذا مراده بقوله: تركاه.
ولم يكن يحسن العربية، روى العلاء بن عمر الحنفي، عن عبد القدوس، عن حجاج، قال عطاء: وددت أني أحسن العربية، قال: وهو يومئذ ابن تسعين سنة.
وعن عطاء قال: أعقل مقتل عثمان.
وقال عمر بن قيس: سألت عطاء: متى ولدت؟ قال: لعامين خلوا من خلافة عثمان.
وعن ابن جريج قال: لزمت عطاء ثماني عشرة سنة، وكان بعدما كبر وضعف يقوم إلى الصلاة، فيقرأ مائتي آية من البقرة وهو قائم لا يزول منه شيء ولا يتحرك.