للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عن عكرمة أنه كان إذا رأى السؤال يوم الجمعة سبهم، ويقول: كان ابن عباس يسبهم، ويقول: لا تشهدون جمعة ولا عيدا إلا للمسألة والأذى، وإذا كانت رغبة الناس إلى الله، كانت رغبتهم إلى الناس، قلت: فكيف إذا انضاف إلى ذلك غنى ما عن السؤال، وقوة على التكسب. وقد نقموا على هذا العالم أخلاقا وآراء، وروى حميد الطويل عن عكرمة أنه ذكر عنده كراهة الحجامة للصائم قال: أفلا تكره له الخراءة.

ابن لهيعة، عن أبي الأسود: أنا أول من هيج عكرمة على المسير إلى إفريقية، قلت له: أنا أعرف قوما لو أتيتهم، قال: فلقيني جليس له، فقال: هو ذا عكرمة يتجهز إلى إفريقية، فلما قدم عليهم، اتهموه قال: وكان قليل العقل خفيفا، كان قد سمع الحديث من رجلين، وكان إذا سئل حدث به عن واحد، ثم يسأل عنه بعد، فيحدث به عن الآخر، فكانوا يقولون: ما أكذبه، فشكوا ذلك إلى إسماعيل بن عبيد الأنصاري، وكان له فضل وورع، فقال: لا بأس أنا أشفيكم منه، فبعث إليه، فقال له: كيف سمعت ابن عباس يقول في كذا وكذا؟ قال: كذا وكذا، فقال إسماعيل: صدقت، سألت عنها ابن عباس فقال: هكذا. قال ابن لهيعة: وكان يحدث برأي نجدة الحروري وأتاه، فأقام عنده ستة أشهر، ثم أتى ابن عباس فسلم، فقال ابن عباس: قد جاء الخبيث.

سعيد بن أبي مريم، عن ابن لهيعة، عن أبي الأسود قال: كنت أول من سبب لعكرمة الخروج إلى المغرب، وذلك أني قدمت من مصر إلى المدينة، فلقيني عكرمة، وسألني عن أهل المغرب، فأخبرته بغفلتهم، قال فخرج إليهم، وكان أول ما أحدث فيهم رأي الصفرية.

قال يحيى بن بكير قدم عكرمة مصر ونزل هذه الدار، وخرج إلى المغرب، فالخوارج الذين بالمغرب عنه أخذوا.

قال علي ابن المديني: كان عكرمة يرى رأي نجدة الحروري.