قال أبو نعيم: حدثنا عيسى بن دينار - ثقة - قال: سألت أبا جعفر عن المختار، فقال: قام أبي على باب الكعبة، فلعن المختار، فقيل له: تلعنه وإنما ذبح فيكم!؟ قال: إنه كان يكذب على الله وعلى رسوله.
وعن الحكم، عن أبي جعفر، قال: إنا لنصلي خلفهم - يعني الأموية - من غير تقية، وأشهد على أبي أنه كان يصلي خلفهم من غير تقية.
رواه أبو إسرائيل الملائي عنه.
وروى عمر بن حبيب، عن يحيى بن سعيد، قال: قال علي بن الحسين: والله ما قتل عثمان - رحمه الله - على وجه الحق.
نقل غير واحد، أن علي بن الحسين كان يخضب بالحناء والكتم.
وقيل: كان له كساء أصفر يلبسه يوم الجمعة.
وقال عثمان بن حكيم: رأيت على علي بن الحسين كساء خز، وجبة خز.
وروى حسين بن زيد بن علي، عن عمه، أن علي بن الحسين كان يشتري كساء الخز بخمسين دينارا يشتو فيه، ثم يبيعه، ويتصدق بثمنه.
وقال محمد بن هلال: رأيت علي بن الحسين يعتم، ويرخي منها خلف ظهره.
وقيل: كان يلبس في الصيف ثوبين ممشقين من ثياب مصر ويتلو: قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق.
وقيل: كان علي بن الحسين إذا سار في المدينة على بغلته، لم يقل لأحد: الطريق. . ويقول: هو مشترك ليس لي أن أنحي عنه أحدا.
وكان له جلالة عجيبة، وحق له - والله - ذلك ; فقد كان أهلا للإمامة العظمى لشرفه وسؤدده وعلمه وتألهه وكمال عقله. قد اشتهرت قصيدة الفرزدق وهي سماعنا - أن هشام بن عبد الملك حج قبيل ولايته الخلافة، فكان إذا أراد استلام الحجر زوحم عليه، وإذا دنا علي بن الحسين من الحجر تفرقوا عنه إجلالا له، فوجم لها هشام وقال: من هذا؟ فما أعرفه. فأنشأ الفرزدق يقول:
هذا الذي تعرف البطحاء وطأته
والبيت يعرفه والحل والحرم
هذا ابن خير عباد الله كلهم
هذا التقي النقي الطاهر العلم
إذا رأته قريش قال قائلها