حدثني إبراهيم بن هاشم، حدثنا عتاب بن زياد، عن ابن المبارك.
قال: قلت لعباد بن العوام: يا أبا سهل: ما بال صاحبكم؟ - يعني علي بن عاصم - قال: ليس ينكر عليه أنه لم يسمع، ولكنه كان رجلا موسرا، وكان الوراقون يكتبون له، فنراه أتي من كتبه.
قال يعقوب: وحدثنا عبيد بن يعيش قال: رجعنا مع وكيع عشية جمعة، ومعنا ابن حنبل وخلف، فكان وكيع يحدث خلفا، فقال له: من بقي عندكم؟ فذكر شيوخا، وقال، عندنا علي بن عاصم، فقال وكيع: ما زلنا نعرفه بالخير. قال خلف: إنه يغلط في أحاديث. قال: دعوا الغلط، وخذوا الصحاح، فإنا ما زلنا نعرفه بالخير.
قلت: كان علي بن عاصم أكبر من وكيع بنيف وعشرين سنة.
قال يعقوب: وحدثني العباس بن صالح، قال: سألت أسود بن سالم قلت: بلغني أن وكيعا كان يقدم علي بن عاصم، ويرفع أمره، فقال لي أسود بن سالم: إنما قال وكيع - وذكره يوما -: لو ترك ما يغلط فيه، وأخذوا غيره، لكان.
قال: وحدثني إسحاق بن أبي إسرائيل، حدثني عفان قال: قدمت أنا وبهز واسطا، فدخلنا على علي بن عاصم، فقال: ممن أنتما؟ قلنا: من أهل البصرة. فقال: من بقي؟ فجعلنا نذكر حماد بن زيد والمشايخ، فلا نذكر له إنسانا إلا استصغره، فلما خرجنا، قال بهز: ما أرى هذا يفلح.
قال الخطيب: قد كان علي من ذوي الأموال والاتساع في الدنيا، ولم يزل ينفق في طلب العلم ويفضل على أهله قديما وحديثا.
أخبرنا ابن علان إذنا، أخبرنا الكندي، أخبرنا القزاز، أخبرنا الخطيب، حدثني مسعود بن ناصر، أخبرنا أبو الفضل بن محمد بن الفضل المزكي، أخبرنا أبو نصر أحمد بن الحسين المرواني، سمعت زنجويه اللباد، سمعت عبد الله بن كثير البكري، سمعت أحمد بن أعين بالمصيصة، سمعت علي بن عاصم يقول: دفع إلي أبي مائة ألف درهم، وقال: اذهب فلا أرى لك وجها إلا بمائة ألف حديث.