فأما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فمنعه الله بعمه، وأما أبو بكر فمنعه الله بقومه، وأما سائرهم فألبسهم المشركون أدراع الحديد، وصفدوهم في الشمس، وما فيهم أحد إلا وقد واتاهم على ما أرادوا إلا بلال ; فإنه هانت عليه نفسه في الله، وهان على قومه، فأعطوه الولدان يطوفون به في شعاب مكة وهو يقول: أحد أحد.
وروى منصور: عن مجاهد: أول من أظهر إسلامه سبعة، فذكرهم، زاد فجاء أبو جهل يشتم سمية، وجعل يطعن بحربته في قبلها حتى قتلها، فكانت أول شهيدة في الإسلام. وعن عمر بن الحكم: قال: كان عمار يعذب حتى لا يدري ما يقول، وكذا صهيب وفيهم نزلت: والذين هاجروا في الله من بعد ما ظلموا [النحل: ٤١]. منصور بن أبي الأسود: عن الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن سالم بن أبي الجعد، عن عثمان قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: صبرا آل ياسر ; فإن موعدكم الجنة.
قيل: لم يسلم أبوا أحد من السابقين المهاجرين سوى عمار وأبي بكر. مسلم بن إبراهيم والتبوذكي: عن القاسم بن الفضل، حدثنا عمرو بن مرة، عن سالم بن أبي الجعد قال: دعا عثمان نفرا منهم عمار، فقال عثمان: أما إني سأحدثكم حديثا عن عمار: أقبلت أنا والنبي - صلى الله عليه وسلم - في البطحاء حتى أتينا على عمار وأمه وأبيه وهم يعذبون، فقال ياسر للنبي - صلى الله عليه وسلم -: الدهر هكذا. فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: اصبر. ثم قال: اللهم اغفر لآل ياسر وقد فعلت.
هذا مرسل، ورواه جعثم بن سليمان، عن القاسم الحداني، عن عمرو بن مرة، فقال: عن أبي البختري بدل سالم، عن سلمان بدل عثمان. وله إسناد آخر لين وآخر غريب.