قال الخطيب: وذكر مسلم بن عبد الرحمن البلخي أن ابن جريج تزوج أم عمر بن هارون فمن هنالك أكثر السماع منه.
وقال ابن عدي: يقال: إنه لقي ابن جريج، وكان حسن الوجه، فسأله ابن جريج: ألك أخت؟ قال: نعم، فتزوج بأخته، فقال: لعل هذا الحسن يكون في أخته كما هو في أخيها، فتفرد عن ابن جريج، وروى عنه أشياء لم يروها غيره.
قال ابن أبي داود، عن سعيد بن زنجل: سمعت صاحبا لنا يقال له: بور بن الفضل سمعت أبا عاصم ذكر عمر بن هارون، فقال: كان عندنا أحسن أخذا من ابن المبارك.
وقال أحمد بن سيار: كان كثير السماع، روى عنه عفان وقتيبة وغير واحد، ويقال: إن مرجئة بلخ كانوا يقعون فيه، وكان أبو رجاء يعني قتيبة - يطريه ويوثقه.
وذكر عن وكيع أنه قال: عمر بن هارون مر بنا، وبات عندنا، وكان يزن بالحفظ، وسمعت أبا رجاء يقول: كان عمر بن هارون شديدا على المرجئة، ويذكر مساوئهم وبلاياهم، فكانت بينهم عداوة لذلك، قال: وكان من أعلم الناس بالقراءات، وكان القراء يقرءون عليه، ويختلفون إليه في حروف القرآن وسمعت أبا رجاء يقول: سألت عبد الرحمن بن مهدي، فقلت: إن عمر بن هارون قد أكثرنا عنه، وبلغنا أنك تذكره، قال: أعوذ بالله، ما قلت فيه إلا خيرا، قلت: بلغنا أنك قلت: روى عن فلان، ولم يسمع منه؟ قال: يا سبحان الله! ما قلت أنا ذا قط، ولو روى، ما كان عندنا بمتهم.
علي بن الحسن الهسنجاني عن يحيى بن المغيرة الرازي قال: سمعت ابن المبارك يغمز عمر بن هارون في سماعه من جعفر بن محمد، وكان عمر يروي عنه نحو ستين حديثا.
وقال علي بن الحسين بن الجنيد: سمعت يحيى بن معين يقول: عمر بن هارون كذاب، قدم مكة وقد مات جعفر بن محمد، فحدث عنه.