للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ابن سعد: أخبرنا محمد بن عمر، حدثنا عبد الله بن جعفر، عن أبي عمير الطائي، عن الزهري قال: لما رأى عمرو بن العاص أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - يظهر، خرج إلى النجاشي وأهدى له، فوافق عنده عمرو بن أمية في تزويج أم حبيبة، فلقي عمرو عمرا، فضربه وخنقه. ثم دخل على النجاشي، فأخبره، فغضب وقال: والله لو قتلته ما أبقيت منكم أحدا، أتقتل رسول رسول الله؟ فقلت: أتشهد أنه رسول الله؟ قال: نعم. فقلت: وأنا أشهد، ابسط يدك أبايعك. ثم خرجت إلى عمرو بن أمية، فعانقته، وعانقني، وانطلقت سريعا إلى المدينة، فأتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فبايعته على أن يغفر لي ما تقدم من ذنبي.

النضر بن شميل: أخبرنا ابن عون، عن عمير بن إسحاق: استأذن جعفر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ائذن لي أن آتي أرضا أعبد الله فيها لا أخاف أحدا فأذن له، فأتى النجاشي. قال عمير: فحدثني عمرو بن العاص قال: لما رأيت مكانه، حسدته، فقلت للنجاشي: إن بأرضك رجلا ابن عمه بأرضنا، وإنه يزعم أنه ليس للناس إلا إله واحد، وإنك - والله - إن لم تقتله وأصحابه، لا أقطع هذه النطفة إليك أبدا. قال: ادعه. قلت: إنه لا يجيء معي، فأرسل إليه معي رسولا، فجاء، فلما انتهينا إلى الباب، ناديت: ائذن لعمرو بن العاص، ونادى هو: ائذن لحزب الله، فسمع صوته، فأذن له ولأصحابه. ثم أذن لي، فدخلت فإذا هو جالس، فلما رأيته جئت حتى قعدت بين يديه، فجعلته خلفي، قال: وأقعدت بين كل رجلين من أصحابه رجلا من أصحابي، فقال النجاشي: نخروا فقلت: إن ابن عم هذا بأرضنا يزعم أن ليس إلا إله واحد. قال: فتشهد، فإني أول ما سمعت التشهد ليومئذ.